المؤتمراتُ والآمالُ المستقبليّة
المؤتمرات الرياضية هي صورة حضارية لتقييم النشاطات الرياضية في أي بلد لأنها تساهم وتعمل على وضع النقاط على الحروف وإعادة توجيه البوصلة الرياضية نحو الأهداف المرجوة وتصويب العمل وتقييم الجهود المبذولة من قبل المعنيين ، وحتى تبقى هذه المؤتمرات تشكل الواجهة الصحيحة للحضارة والفعل المنتج والإيجابي للنشاطات الرياضية فإنها يجب أن تبتعد عن دائرة المراوحة في المكان وعدم الفعالية وأن تكون هناك جدية في محاكاة الأمور، وأن تكون رؤيتها للمعالجة والتطور شاملة وبعيدة المدى ، فالاتحاد الرياضي العام ومؤسساته اليوم في ورشة عمل وحالة انشغال ومتابعة حقيقية لأعمال سير مؤتمرات اتحاداته الرياضية السنوية باعتبارها حلقة اساسية ومهمة من حلقات نظامه الداخلي والتي تعكس مدى الاهتمام والمتابعة من قبله والوقوف على مقومات نجاح بعضها أو أسباب فشل بعضها الآخر من حيث التقييم والتحليل ، هذه الموجة من المؤتمرات في هذه الفترة من نهاية العام هي مؤشر تنظيمي وفني وأيضاً زمني على انتهاء وتوديع مرحلة رياضية واختتام نشاطاتها المحددة بالروزنامة السنوية لهذا الموسم ، و هي أيضاً محطات مهمة وأساسية في عملية تطوير الحياة الرياضية ومساراتها، لما لها من دور فعال في تحليل وتقييم لجميع أشكال وأنواع النشاطات والفعاليات الرياضية، وكذلك الاستدلال من خلال المناقشات والحوارات التي يتم إغناؤها في هذه المؤتمرات بين الأعضاء حول نتائج الجهود الموضوعة والاستحقاقات الرياضية المقامة ونتائجها والإشارة الى مواضع الخطأ المرصود كالتراجع في مستوى بعض الألعاب وظاهرة الفوضى في الملاعب وحالات التقاعس عن أداء الواجب قصداً أو جهلاً وتفشي عدم المسوؤلية من قبل البعض في أحيان كثيرة، وكذلك تبيان وإظهار الأفكار والإجراءات والتدابير الإيجابية التي اعتمدت، وعكست أريحية وسهولة في تنفيذ بعض النشاطات على الساحة الرياضية ، وهذا يرتب على أعضائها والقائمين عليها التحضير والإعداد المسبق والجيد لعقد هذه المؤتمرات ووضع جدول الأعمال المناسب لها من دون إهمال أي فقرة أو جانب من خلال الإحاطة الكاملة والميدانية بجميع النشاطات والفعاليات الرياضية التي نفذت سابقاً، مع ضرورة توثيقها بسلبياتها و إيجابياتها لتكون الشاهد والبينة عند التحليل والتقييم وصولاً لمعالجة أدق ونتائج أفضل ، إضافة لتفعيل التشاركية المجتمعية بصورتها الحضارية .. نتمنى أن تأخذ هذه المؤتمرات الرياضية دورها المهم والبنّاء في دفع عجلة الرياضة إلى الأمام وتعزيز العمل الجماعي والمؤسساتي الرياضي بكل جدية ووطنية خدمةً للرياضة والرياضيين ولوطننا الحبيب سورية .