التصحيح خيارنا الاستراتيجي
تشرين – هبا علي أحمد:
حريٌّ بنا أن نتذكّر التصحيح في ذكراه الـ52، وحريٌّ بنا أن نفخر بهذا المنجز الذي أرسى دعائم سورية الحديثة، فالحركةُ التصحيحية عام 1970 كانت حاجةً ملحةً ووليدةَ لحظتها، وشكّلت القاعدة الصلبة للبناء والتحرّر ومواجهة كلّ أشكال المؤامرات، داخلياً وخارجياً، لكننا اليوم، ومنذ زمنٍ، ماضون في تصحيح دائم وملحٍ وضروري للحاضر والمستقبل وللحفاظ على سورية منيعةً وقويةً.
مثلُ أيّ مناسبات بنّاءة تُذكر بالقوة والمجد، حُورِبت الحركة التصحيحية منذ ولادتها إلى اليوم، وحاول الكثيرون تشويه صورتها وشخصنتها، وهذا دليلُ النجاح، فلم نرَ ناجحاً إلّا حُورِب، ووضعت العصي في طريقه لعرقلة المسير وتحقيق المكتسبات، ولاسيما إذا كان النجاح سوريّاً بامتياز، وصانعه – القائد المؤسس حافظ الأسد- هو بطل قوميٌّ خالدٌ واستثنائي، مناهضٌ للصهيونية وللمخطّطات الاستعمارية.
ليس غريباً أن تكون سورية في حالة حرب دائمةٍ قبل الـ 2011 وإلى اليوم، من خلال ما نشهده من حربٍ إر*ها*بية مختلفة الأشكال، وعلى جميع الصعد، فالتصحيحُ أسس لدولةٍ قوية صلبة مستقرة داخلياً عبر إرساء دولة المؤسسات والقانون والحقوق والحريات وتعزيز دور المرأة ومكانتها، وما تتم محاربته اليوم هو التصحيح المستمر والدولة القوية بمؤسساتها وقانونها، المستقلة بقراراتها، المواجهة لكل المشروعات الإر*ها*بية – التقسيمية، والمستمرة في مسيرتها الواعدة للعمل الوطني والقومي، ومواقفها المبدئية والثابتة، الاستراتيجية والوطنية والقومية.
وبعد 52 عاماً نسأل دائماً: لماذا حُوربت الحركةُ التصحيحيّة؟
الحركةُ التصحيحية منذ ولادتها، لم تكن حركةً محلية داخلية تُعنى بترتيب البيت السوري الداخلي، بل جعل منها قائدها، القائدُ المؤسس الخالد حافظ الأسد، حركةً قوميةً تُعنى بالشأن العربي، من خلال مواكبة مسيرة العمل القومي ودعم التضامن العربي، وكما صنعت إنجازاتٍ عظيمةً لسورية، صنعت إنجازاتٍ عظيمةً للأمة، إذ كان من أولوياتها التفكير بإزالة آثار نكسة حزيران 1967 والذي تجسد بالانتصار الكبير في حرب تشرين التحريرية كمعركة قومية أسست لكل الانتصارات اللاحقة، من حيث إفشال الأهداف السياسية والعسكرية التي استهدفت المقاومة في مختلف البقاع الجغرافية وإعادة صياغة التاريخ الجديد للأمة في مواجهة العدو بمختلف مسميّاته وتحقيق النصر عليه.
الأكثرُ من ذلك، أنه منذ ولادة التصحيح ربط القائد الخالد الحرب والسلام في المنطقة بالقضية الفلسطينية، بقوله:«إن القضية الفلسطينية هي قضيتنا المركزية باعتبارها جوهر الصراع العربي- الصهيوني، وتالياً هي محور نضالنا القومي» فسورية منذ التصحيح وإلى اليوم وللمستقبل لن تُساوم، ولن تُفرّط، ولن تستسلم.
على قاعدة الحركة التصحيحية، نحن في تصحيحٍ مستمر ومتواصل، وربما نحتاجه أكثر من أي وقت مضى، لإعادة بناء وإعمار ما دمّرته الحربُ الإر*ها*بية، وترميم المؤسسات وما شابها من فساد واستكمال المشروع النهضوي التحديثي على المستوى الداخلي الذي جاء في بداية عهد السيد الرئيس بشار الأسد، والذي هو امتدادٌ لفكر ونهج القائد المؤسس، إلى جانب السير في مسيرة التصحيح على المستوى القومي، لأن التصحيح نضالٌ استراتيجيٌ مستمر.
للمزيد أقرأ أيضاً: