احتفلوا فماذا أنجزوا؟
يبدو أن الحفاظ على البيئة وسلامتها صار يمر عبر قنوات الاحتفالات التي تدور في فلك “البروظات الإعلامية والإعلانية” وعبر شعارات ومهرجانات تصفيق وكاميرات أو حتى زراعة بضعة شجيرات مصيرها الإهمال والزوال!
اعتمدوا الأول من شهر تشرين الثاني من كل عام يوماً وطنياً للبيئة في سورية, والجديد هذا العام لا جديد فيه سوى المزيد من التدهور البيئي, بالرغم من تفاقم الأمراض مثل الكورونا والكوليرا, ومع ذلك يبقى الحفاظ على البيئة والصحة مجرد احتفالات, وهنا لا نقصد فقط وزارة الإدارة المحلية والبيئة, وإنما كافة الجهات المعنية, ولطالما كان تحسين بيئتنا وعدم الإخلال بتوازنها من المفترض أن يكون ثمرة جهود حكومية مشتركة, ولكن ما يحدث حقيقة أن البيئة صارت من المنسيات وأن التدهور في طبيعتنا وتنوعنا الحيوي وصحة الإنسان حاضراً وبقوة ولا يمكن أن تغطيه سحابة احتفالات هزيلة!
في كل عيد يقولون إن تلك الاحتفالات للتذكير بأهمية البيئة والحفاظ على مواردها الطبيعية, وتحديد مسؤولية الأفراد والجهات الحكومية المعنية, وفي كل يوم ندرك تماماً أن تنوعنا الحيوي في خطر, وأن الأمراض تكاثرت, وأن ما ننادي به من ضرورة ربط إعادة الاعمار بالبيئة والمجتمع وما ينجم عنها من فعاليات اقتصادية وصناعية ما يزال مفقوداً, بينما الأرقام والإحصاءات غائبة, ولا نعلم أصلاً أين وصلنا بعد أن ضرب الإرهاب تنوعنا الحيوي وأصاب غاباتنا في مقتل!
لا شك أننا أمام تحد كبير يعيد لبيئتنا روحها وألقها وعافيتها, فالمواطن أصيب في صحته وبيئته, والأخضر في بلادنا تعرض للحرق والتدمير, ومع ذلك ما تزال الشعارات والاحتفالات هي العنوان الأبرز, وينسون أو يتناسون أن أصل الحكاية وبدايتها تكون عبر الإصلاح والترميم والأولوية في إعادة البناء والإعمار هي البيئة السليمة ليبقى الإنسان ويبقى الوطن.