الأعراس الجماعية هي الحل الأمثل لمشكلات الديون والبذخ
تشرين- دينا عبد:
بعد عدة سنوات من الخطوبة لم ينجح سعيد في حجز صالة متواضعة لإتمام مراسم الزفاف، فإيجارها وهي من مستوى ثلاث نجوم مرتفع وغير قادر على حجزها، عدا عن تكاليف أخرى كالضيافة والعشاء وغير ذلك.
ماجد متعهد صالة حفلات، وبحسبة بسيطة لعريس يرغب بتنظيم حفل زفافه التكلفة هي مليون ونصف ليرة، وكل صالة كما يشرح يتم تسعيرها حسب مساحتها، فكلما كانت المساحة كبيرة، ازداد ثمن إيجارها؛ والخدمات المقدمة وطبيعة المأكولات كل ذلك له ثمن .
نصف القيمة
وفي حال كان الزفاف لأكثر من شخص في الصالة، مثلاً حفلا زفاف لإخوة أو أقرباء مثلاً، في هذه الحالة يدفع كل شاب نصف القيمة بدلاً من المبلغ بأكمله.
لذلك فإن الجميع يحبذ فكرة الأعراس الجماعية، لأنها فكرة اقتصادية تحولت إلى فرصة لتوفير الكماليات؛ فالزواج ضرورة اجتماعية لتكوين أسرة وتنظيم بيئة المجتمع، ولكن ما يقف عائقاً هو تكاليف حفل الزفاف الباهظة؛ هذا ما جعل الكثير من الشباب يؤجلون الفكرة إلى أجل غير مسمى، أو يرفضونها من أساسها، خاصة أنه ترافق حفل الزفاف تبعات أخرى ومصاريف قاصمة لظهر العريس وأهله.
بين مؤيد ومعارض لها
حفلات الزفاف الجماعية بين مؤيد ومعارض، من يؤيدها ومن يرفضها، وما البدائل في ظل هذا الغلاء؟
عدنان شاب دخل عامه الثلاثين وهو بانتظار ورقة يانصيب رابحة حتى يتمكن من شراء ما يحلم به في ظل هذا الغلاء.
يقول عدنان: بات الحصول على الأمور الضرورية شيئاً شبه مستحيل، حتى وإن أقدم الشاب على خطوبة أي فتاة، فمن الصعب أن يؤسس منزلاً إلّا بعد سنوات من التعب والكدح، أو بمساعدة والديه، هذا إن كانت القدرة المادية متوفرة.
حلٌّ عصري
وعن فكرة الأعراس الجماعية قال عدنان: منذ سنوات كان الحديث عن إقامة حفلات الزفاف الجماعية أمراً مرفوضاً من البعض، اليوم وبسبب سوء الأحوال المعيشية والاقتصادية، وارتفاع الأسعار الجنوني الذي طال كل السلع فقد بات أمر الزواج الجماعي مقبولاً ولتكون هذه الفكرة حلاً عصرياً لمشكلة ارتفاع نفقات الزواج.
اختبار حقيقي لقدرة المجتمع
خبير التنمية البشرية وتطوير الذات محمد خير لبابيدي بيّن أن الأزمات الاقتصادية ليست نهاية للحياة المعيشية؛ بل هي اختبار حقيقي لقدرة المجتمع على الانتصار عليها، وتجاوزها والتخفيف من آثارها عبر حلول إستراتيجية وحلول إسعافية يدخل في صميمها التوفير والتدبير .
ومن هنا نرى أن موضوع الأعراس الجماعية يدخل ضمن هذا الإطار حيث يتم من خلاله ضغط النفقات، وتوفير جزء كبير منها على المشاركين بها، وهذا أمر إيجابي والأكثر إيجابية عندما تفتح صالات الدولة والنقابات والمنظمات الأهلية لإقامة مثل هذه الأعراس بشكل مجاني، أو بأسعار شبه رمزية تحت إشراف الجهات المعنية عن هذه الصالات.
حقيقة إن الأزمات الاقتصادية تستوجب تضافر جهود الدولة والمجتمع لحلها أو على الأقل التخفيف من آثارها.
فالدولة تصدر القوانين التي تسمح للمواطنين باستثمار ما لديهم، والمساهمة في التخفيف من وطأة صعوبة وغلاء المعيشة، وهذا ينطبق على السماح لأصحاب العقارات بتجهيزها بمرافق إضافية وتأجيرها، كسكن جماعي وفق النظام الفندقي، كغرف بمرافق مشتركة أو مستقلة وبأسعار مقبولة.
وعلى صعيد حلّ مشكلة النقل السماح للسيارات الخاصة بنقل سعتها من الركاب وبأسعار منافسة.
وطبعاً كل هذه الحلول هي حلول مؤقتة إسعافية ريثما تنفذ الوزارات المعنية في الحكومة خطتها الإستراتيجية المدروسة، ذات الأهداف البعيدة والمتوسطة لتحسين الواقع المعيشي والخدمي بشكل جذري، وضمن جدول زمني محدد.