هل التربية بحاجة ل”البيسبول”؟
استكملت وزارة التربية جميع النواقص لديها من كوادر تدريسية لعدد من الصفوف الدرسية والمدارس، التي تنتظر منذ بداية العام حتى الآن، وتم تأمين مازوت التدفئة لجميع المدارس من دون استثناء، وكذلك الكتب التي بعضها ما زالت حتى الآن بانتظار أن تكون بين أيدي الطلبة في عدد لا بأس به من المدارس، وأيضاً على صعيد الأثاث من مقاعد، ودورات المياه التي تشكو من قلة العناية بها، وعدم الاهتمام بجاهزيتها بالشكل الأمثل، تضاف لذلك قلة عدد “الأذنة” في معظم المدارس، وغياب الحراس الليليين للمدارس، ما أدى إلى سرقة بعضها أكثر من مرة، وغيرها من المشكلات، ولم يعد هناك أي معاناة لمديري المدارس من أي جانب ووو… لدرجة تفرغت وزارة التربية للتفكير الجدي في بعض الرياضات، التي تتطلب ملاعب ومعدات خاصة بها، في الوقت الذي تكاد المدارس، التي لديها أدوات رياضية، تعد على أصابع اليد الواحدة، أو تلك التي ينفذ فيها درس التربية الرياضية على أصوله.
اللافت في الأمر ما أعلن عنه مؤخراً، وانتشر سريعاً في الأوساط المختلفة، حول قيام وزير التربية الدكتور دارم طباع بمناقشة الأمين العام للاتحاد العربي ورئيس الاتحاد العراقي للسوفيتبول والبيسبول علي البلداوي، ورئيس الاتحاد السوري للعبة الدكتور محمد ميهوب علي، خطة التعاون وآلية تفعيل لعبة البيسبول في المدارس السورية.
وأشار الوزير طباع إلى أهمية التعريف باللعبة إعلامياً، وتدريب الموجهين ثم المدرسين على اللعبة، وفق خطة ممنهجة، وتنظيم مباريات تشجيعية فيها.
والسؤال الذي يتبادر للأذهان هل باتت أمورنا التربوية بألف خير، حتى بتنا نتوجه لمثل هذه الرياضات؟، وهل نحن بحاجة لها أكثر من ” ماعون ورق” على سبيل المثال، أو أوراق امتحانية، يحاول كل مدير مدرسة البحث عن السبل الكفيلة بتأمين ذلك، إما بجهود شخصية أو من خلال الطلب من التلاميذ والطلبة دفع مبالغ مالية لتأمين هذه الحاجة الأساسية للمدارس، عدا المستلزمات الأخرى الضرورية التي تتطلبها العملية التربوية بشكل يومي؟!.
بصراحة من يقرأ أو يسمع بالخبر السابق يشعر بأن العملية التربوية بأحسن حال، وهي مثال يدرس للآخرين، لكن الواقع غير ذلك تماماً، فكفانا تسويقاً إعلامياً لأشياء لا تصب في مصلحة الطلبة، على أمل استدراك ذلك في المستقبل القريب، والعمل على معالجة المشكلات الأهم والأبرز المتعلقة بحياة الطلبة، وأقلها الكثافة الصفية في الصفوف الدرسية، ونقص الكوادر التدريسية، وتأمين الكتب المدرسية في الوقت المناسب.