الكشف عن إشعارات مصرفية مزورة في معاملات مديريات النقل بالمحافظات…؟!
تشرين – محمد زكريا:
بعد مسلسل تزوير المركبات الآلية والتلاعب في أرقام محركات وهياكل السيارات في مديريات النقل بالمحافظات خلال الفترة الماضية، اليوم يطل علينا ومن المسرح نفسه مسلسل آخر، وهو تزوير الإشعارات المصرفية المرفقة ضمن معاملات مديريات النقل من بيع وفراغ ونقل ملكية المركبات الآلية، وهذه المرة أرض المسرح هي مديرية نقل السويداء، وبالتأكيد سبقتها مديريات نقل أخرى في هذا العرض التزويري، حيث كشفت الجهات الجنائية والرقابية الأسبوع الفائت مئات المعاملات الخاصة بالسيارات في نقل السويداء، التي تحمل إشعارات مصرفية مزورة، وإثر ذلك تمت إحالة مدير نقل السويداء وبعض رؤساء الدوائر في المديرية للتحقيق معهم ولمعرفة المزيد من التفاصيل.
“تشرين” حاولت التواصل مع معاون وزير النقل لكن جميع المحاولات باءت بالفشل، وعند لقائنا مدير النقل الطرقي في الوزارة المهندس محمود أسعد لم يفصح شيئاً عن الموضوع، مكتفياً بتوجيهنا إلى المكتب الصحفي ومن ثم موافقة الوزير حتى يؤذن له بالحديث، مبدياً انزعاجه من الموضوع وأسفه لما حصل.
أحد المهندسين في الوزارة أسعفنا بتأكيد الحادثة، ووجود إشعارات مصرفية مزورة ضمن معاملات بيع وفراغ ونقل بعض السيارات في مديرية نقل السويداء، وأن الأمر حالياً في القضاء، وأوضح لـ«تشرين» أن الغاية من وجود هذه الإشعارات المزورة في معاملة البيع والفراغ والنقل هي تهرب البائع والشاري من إيداع المبالغ المالية المطلوبة في البنك لقاء عمليات البيع أو الفراغ أو نقل ملكية السيارات، مبيناً أنه يصعب على موظفي النقل كشف تزوير هذه الإشعارات وذلك لعدم وجود إشعارات مصرفية موحدة وأنه من المفترض توحيد هذه الإشعارات.
وفي السياق ذاته كشف التقرير الصادر عن وزارة النقل أن التحصيل المالي لرسوم المركبات الآلية وصل إلى 75 مليار ليرة منذ بداية العام الحالي لغاية 20 من الشهر الحالي، في حين وصلت قيمة التحصيل المالي وللفترة نفسها من العام الفائت إلى 90 مليار ليرة ، وذكر التقرير الذي حصلت «تشرين» على نسخة منه – أن السبب الرئيس في انخفاض نسب التحصيل يعود إلى عدم وجود تسجيل لسيارات سياحية خلال هذا العام على عكس العام الفائت، وحسب التقرير فإن مديرية نقل دمشق قد حققت أعلى نسبة تحصيل حيث وصل التحصيل فيها إلى 20 مليار ليرة، في حين حققت حلب وريف دمشق 10 مليارات لكل واحدة منهما، وطرطوس 7 مليارات ليرة ، تليها حمص واللاذقية 6 مليارات كلّ على حدة، وحماة 4 مليارات ليرة، وبقية المحافظات تراوح التحصيل فيهم بين المليار والمليارين كل واحدة منها، عدا إدلب والرقة حيث لم يتجاوز فيهما التحصيل وكل على حدة 500 مليون ليرة، في حين وصل عدد المعاملات المنجزة في كل المديريات إلى حدود 1،6 مليون معاملة.