أزمة الطاقة تؤخر عودة رأس المال المهاجر… مختصون: العقوبات لا تشكل خطراً… ومستثمرون: بانتظار تهيئة المناخ للاستثمار
تشرين- بارعة جمعة
استشارات قانونية وتجارية، ودراسات للجدوى الاقتصادية، فرص يراها البعض استثنائية، فيما ينتظر آخرون دعوات للعودة المحمودة النتائج، هو حال الكثير من مستثمري الخارج ممن آثروا على أنفسهم النهوض بمشاريع مجزية، ليبقى لآخرين خيار انتظار العودة ضمن بيئة استثمارية مثالية، ضمن محاولات جادة للبناء والإعمار حملها معظمهم ضمن باقة من المشاريع المتنوعة، ليبقى الميدان اليوم رهن رأس المال الشجاع والمغامر ضمن مرحلة استباقية وفرص استثمارية مربحة.
مغامرة مدروسة
لم تعد فكرة بناء الوطن حبيسة قطاع معين، بل باتت مسؤولية مجتمعية وحكومية، تتطلب الكثير من المبادرات ولاسيما من أصحاب رؤوس الأموال الضخمة، ممن عرفوا بميلهم للدخول ضمن أعمال كبيرة ترخي بظلالها الخيرة على الوطن بكل شرائحه، فما قام به البعض من مستثمري الخارج بعد عودتهم للعمل والإنتاج ضمن بيئة عمل مستقرة نوعاً ما لم يعدّه المستثمر أحمد الطحان نوعاً من المجازفة، بقدر ما هي شجاعة نابعة من التفكير بالمستقبل، والذي تجسد بالعديد من أعماله المتمثلة بتقديم خدمات فندقية ضمن نظام POT مع الحفاظ على طبيعة وتراث مدينته حلب، ضمن قوالب جسدت القدم والحداثة في آن معاً، فاستثماره للقوى العاملة المحلية واعتماده مواد أولية من المدينة الدور الأكبر في نجاحه، كما أن الأبواب مفتوحة للجميع حسب رواية الطحان لتجربته الاستثمارية ما بعد الحرب، وما تقدمه وزارة السياحة من تسهيلات هو للجميع من دون استثناء، لتبقى مسألة التضخم والعقوبات الاقتصادية تشكل عائقاً برأيه، عدا عن الروتين الذي يحكم عمل الإدارات كافة، ما يجعل المستثمر يسير ببطء، مطالباً في الوقت نفسه الوزارات بالتوجه لنظام الأتمتة تفادياً لهذه العثرات الإدارية.
صعوبات العمل
تشكل اليوم فكرة استثمار أموال ضمن مشاريع محددة حالة من القلق لدى صناعيين هاجروا حاملين معهم صناعات هامة كانت الرافد الأول للاقتصاد المحلي، لتبقى آمالهم في تهيئة المناخ للعودة هي الهدف في المرحلة الراهنة حسب توصيف المستثمر في نيجيريا حسام غريزي، فما تتطلبه مسألة العمل ضمن الكرتون وإعادة تدوير الورق تتركز بالدرجة الأولى على توفير الطاقة، والتي باتت اليوم تشكل أزمة عالمية، وتستدعي إيجاد حلول سريعة لها فيما لو فكرنا باستقطاب رأس المال الخارجي.
واليوم أمام كل ما نعيشه من احتمالات لتنشيط الاستثمارات، تطالعنا العديد من تجارب الطاقة البديلة كالطاقة الشمسية التي صممت خصيصاً لمواجهة هذه الأزمة في تشغيل معامل ومصانع عدة وبالتالي التغلب على المشكلة نفسها برأي غريزي، مؤكداً أن هذه الخطة تتناسب بشكل كبير مع طبيعة الجو في سورية، والتي تثبتها الخريطة الشمسية التي تناسب خطة الطاقة البديلة في كافة الفصول، ليبقى السماح للمستثمر نفسه باستيراد الديزل وفق منهج يقوم بشكل رئيس على علاقاته الخاصة دوره في التخفيف من حدة تأثير هذا الفعل على سعر الصرف.
فما يحتاجه المستثمر أيضاً اليوم هو المشاركة بصنع القرار بما يخص عمله برأي غريزي، والذي سيكون وفق لجنة تقييم من المستثمرين أنفسهم لوضع معيار دقيق للحاجة من المادة، وليبقى اللجوء لمبدأ الخصخصة الدور الأكبر في نجاح عملية الاستثمار برأيه، فالجميع يرغب بالعودة شرط توفير ضمانات لحقوقهم تطمئن المستثمرين، ما يجعلهم أكثر قدرة على اتخاذ خطوات وقرارات مشجعة تنافس حدة الحصار والعقوبات.
جذب المستثمرين
وأمام ما تعيشه البلاد من انفتاح كبير، ورغبة بالعمل مجدداً من قبل قطاعات مختلفة، بادرت الكثير من الشركات الأجنبية بطلب معلومات حول آلية الدخول للسوق السورية، هذا ما أكدته هالة داوود مدير عام شركة هدب للاستشارات التجارية، وذلك عبر قيامها بالعديد من النشاطات في هذا الاتجاه، عبر إجراءات منوعة لمستثمرين، شملت قطاع السياحة والخدمات، منوهة بوجود دعم حكومي للشركة ضمن 3 مشاريع مع هيئة الاستثمار السورية.
كما تستقطب داوود ضمن مجموعتها التجارية في دبي المعروفة برويال سبوت كل المستثمرين الراغبين بالاستثمار، ومن ثم تهيئة الأرضية الكاملة لهم من موافقات حكومية وإجراءات، ليبقى التركيز في توجه داوود للمستثمرين عبر مشاريع مهمة تناسب واقع ومتطلبات المرحلة الحالية والذي يمثله مشروع مع قطاع النقل والسكك الحديدية، تفادياً للوقوع بالعشوائية في الاختيار.