استمرار الجدل حول نقل المنتجات الزراعية بالقطارات…مدير عام ” السكك” يغمز إلى تكاليف التفريغ والتحميل و يعلن إحداثيات إصلاح جديدة للشبكة المعطلة
تشرين – محمد زكريا
أرخت أجور الشحن المرتفعة بين المحافظات بظلالها على حركة الأسواق المحلية و أسواق سوق الهال، الأمر الذي تسبب في ارتفاع كبير في أسعار المنتجات والسلع بشكل عام والمواد الاستهلاكية والزراعية بشكل خاص، وأمام هذه الحالة يطرح العديد من عامة الناس تساؤلاً ربما يكون مشروعاً: لماذا لا يتم استخدام القطارات في نقل تلك البضائع والمواد الاستهلاكية، بغية التخفيف والتقليل من أجور النقل لتلك المواد، وحسب الكثير من المطلعين فإن أجور النقل عبر الشاحنات الكبيرة بين المحافظات تساوي في كثير من الأحيان ضعف سعر المادة ، فعلى سبيل المثال سعر الكيلو غرام من الحمضيات ألف ليرة في أسواق الهال بطرطوس واللاذقية ، في حين تتجاوز أجور نقله سعر الفعلي.
خصوصية وحساسية
وحسب المدير العام للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية الدكتور مضر الأعرج فإن نقل المواد الغذائية عبر السكك الحديدية أمر صعب نظراً لخصوصية وحساسية تلك المواد إضافة إلى الكلف المالية الإضافية في عمليات التحميل والتفريغ ونقل المواد من الأسواق إلى مراكز انطلاق القطارات ، وبين الأعرج لـ” تشرين” أن المؤسسة وعبر قطاراتها لا تزال تعمل على نقل المواد الإستراتيجية ذات الجدوى الاقتصادية مثل القمح والفوسفات، حيث بلغت حجوم نقل البضائع المنفذة منذ بداية العام الحالي ولغاية تاريخه 657.6 ألف طن، ولم يخفِ الأعرج تخوفه من المشكلة التي تواجهها المؤسسة حالياً وهي الافتقار إلى رؤوس القطر حيث لم يبقَ من أصل 120 قاطرة سوى 6 قواطر عاملة فقط..؟! إلى جانب المخزون الصفري من البنى التحتية والبنى المتحركة من شاحنات وصهاريج وقواطر وعربات نقل وغيرها ولا بديل للمؤسسة عن توريد القواطر.
إعادة تأهيل
موضحاً أن المؤسسة عملت على تكثيف جهودها لصيانة وتأهيل خطوطها والبنى التحتية التي دمرها الإر*ه*اب والتي تعدّ شرياناً حيوياً وإستراتيجياً فاعلاً في عمليات التطوير والتنمية الاقتصادية وخاصة في هذه المرحلة التي تتطلب نقل حجوم كبيرة لإعادة الإعمار والنهوض بالاقتصاد الوطني من خلال إعادة تشغيل وتفعيل الفعاليات الاقتصادية ومراكز الإنتاج والمدن الصناعية. وتفعيل عملية النقل على كافة المحاور الممكنة.
ويظهر التقرير الصادر عن وزارة النقل -والذي حصلت تشرين على نسخة منه- أبرز الخطوط التي يتم إعادة تأهيلها، ومنها خط حلب مروراً في حماه وحمص وصولاً إلى دمشق الذي تستمر المؤسسة بمتابعة تجهيز الخط ومرافقه وإزالة كل نقاط تخفيف السرعة على هذا الخط واستكمال أعمال القسم العلوي من رفع وتسوية للوصول للسرعات النظامية وتأمين اليد العاملة اللازمة لتشغيل المحطات وحراسة الممرات السطحية لتتمكن من تسيير قطارات الركاب بشكل آمن ومستقر، إضافة إلى المحاور العاملة ومنها محور طرطوس– اللاذقية ومحور طرطوس- حمص- مناجم الفوسفات وإعادة تفعيل حركة القطارات لنقل مادة الفوسفات من مناجم الفوسفات بالشرقية وخنيفيس إلى معمل السماد بحمص وإلى مرفأ طرطوس للتصدير.
خارج العمر الاستثماري
كما بيّن التقرير قيام المؤسسة بتحميل ونقل الحمولات الواردة بحراً إلى مرفأي طرطوس واللاذقية باتجاه الصوامع والمطاحن ومراكز الإنتاج والمستودعات، وفق الإمكاات المتاحة ، إضافةً إلى نقل وتفريغ الفوسفات والحصويات والفيول ..الخ، في صوامع الفوسفات بمرفأ طرطوس ومحطات الحصويات في سمريان وبانياس وشربيت والفيول في معمل أسمنت طرطوس ومصفاة بانياس وإلى محطة تشرين الحرارية بدمشق، كما أشار التقرير إلى وجود نقص شديد بالقوى العاملة وبالقطع التبديلية ومواد الخط الحديدي والمعدات والتجهيزات اللازمة للصيانات اليومية، والأهم من ذلك هو النقص الشديد في عدد القاطرات العاملة وعمرها الاستثماري الذي تعاني منه المؤسسة.
ونوه التقرير بقيام المؤسسة بتسيير قطارات الركاب على محور طرطوس – اللاذقية وبالعكس بواقع ست رحلات يومياً لتلبية نقل المواطنين وخاصة الطلاب حيث بلغت أعداد الركاب المنقولة منذ بداية العام الحالي ولغاية تاريخه 273619 راكباً، إضافةً إلى تسيير قطارات الركاب على محور حلب – جبرين وبالعكس، بواقع أربع رحلات يومياً لتلبية نقل المواطنين وخاصة الموظفين والطلاب حيث بلغت أعداد الركاب المنقولة ولنفس الفترة 128546 راكباً، وقامت المؤسسة بدراسة إمكانية تسيير قطار ركاب بين اللاذقية ودمشق مروراً بطرطوس وحمص وتبين عدم إمكانية تسييره حالياً بسبب نقص عدد القاطرات اللازمة لتسيير هذا القطار.
تفريعات سككية
وفي السياق ذاته يوضح التقرير قيام المؤسسة بإنشاء تفريعة سككية ومحطة تحميل تربط مقالع الإحضارات الحصوية بحسياء بمحطة كفرعايا في حمص ووضعت هذه التفريعة بالاستثمار بنهاية عام 2020 لنقل الإحضارات الحصوية إلى المناطق الساحلية وفقاً لطلبات النقل، حيث تم إنشاء ثلاث محطات تفريغ في كل من طرطوس وبانياس واللاذقية وتسعى حالياً للنقل إلى محافظتي حلب وحماة بالتعاون مع المؤسسة العامة للجيولوجيا والثروة المعدنية بعد أن يتم إنشاء وتجهيز محطات التفريغ في كل منهما.
ربط المرافئ بالمدن الصناعية
أما فيما يخص ربط المرافئ الجافة والمدن الصناعية بشبكة الخطوط الحديدية والمرافئ البحرية فقد تمت إعادة تأهيل التفريعات الواصلة بين شبكة الخطوط الحديدية والمرفأ الجاف في منطقة السبينة بدمشق وكذلك ربط المدينة الصناعية في عدرا بدمشق، وحالياً يتم العمل على تنفيذ المرفأ الجاف وتفريعته من محطة خنيفيس إلى المدينة الصناعية في حسياء لربط المرافئ السورية بالمدن الصناعية وتعدّ هذه المرافئ الجافة امتداداً للمرافئ البحرية، إضافة لإصلاح التفريعة التي تنطلق من محطة الضمير باتجاه المدينة الصناعية في عدرا لنقل الحاويات والحمولات للصناعيين من المرافئ ، أما المدينة الصناعية والمرفأ الجاف بالشيخ نجار بحلب فقد قامت المؤسسة بإعداد الدراسة التنفيذية للتفريعة السككية ومحطة المدينة الصناعية والمرفأ الجاف وتقوم حالياً باستملاك الأراضي للمباشرة بتنفيذ هذه التفريعة بعد تأمين وتخصيص الاعتمادات اللازمة.
ويشير التقرير إلى قيام المؤسسة حالياً بتنفيذ إعادة تأهيل الخط الواصل بين محطة جبرين بحلب والمحطة الحرارية لتوليد الكهرباء في الرضوانية بطول يقارب 19 كم بعد أن تم تخريبه وسرقة الخط وتدمير جسر سككي فوق قناة الري الرئيسة من المجموعات الإر*ها*بية وسيتم وضعه بالاستثمار خلال هذا العام لنقل مادة الفيول اللازمة لتشغيل هذه المحطة.
كذلك تقوم المؤسسة حالياً بتنفيذ إعادة تأهيل التفريعة السككية الواصلة إلى المحطة الحرارية لتوليد الكهرباء بالزارة من محطة حربنفسه في حماة بطول 4 كم بعد أن قامت المجموعات الإر*ها*بية بتخريبها وسرقة خطوطها وسيتم استثمارها خلال هذا العام.