التربية المشروطة وآثارها السلبية على الطفل في ثقافي بانياس
تشرين- ثناء عليان:
التربية المشروطة هي تقديم مقابل مادي أو غير مادي شريطة قيام الطفل بعمل معين، ومن سلبياتها أنها تقتل الحافز الحقيقي عنده، والاعتياد على القيام بأي شيء عند تقديم مقابل له.
عن التربية المشروطة وسلبياتها وعلاقتها بالتحرش لدى الأطفال أقام المركز الثقافي في بانياس ندوة بعنوان التربية المشروطة شارك فيها الموجه الاختصاصي للإرشاد النفسي والاجتماعي شادي واصل والمرشدة الاجتماعية ميس محمود.
بداية تحدث واصل عن الآثار السلبية للتربية المشروطة ومنها التحرش بالأطفال مبيناً أن الهدف من هذه الندوة ومن الندوات التي أقيمت وتقام دائماً حول هذا الموضوع هو نشر الوعي، لافتاً إلى أن التحرش بشكل عام بكل أشكاله وأنواعه جنسياً كان أم لفظياً أم عدوانياً يعد من أخطر الآفات المجتمعية التي توجد في كل دول العالم تقريباً، وهذه المشكلة المرضية لا ترتبط بسن معينة ولا بفئة معينة، إلّا أن الأمر الكارثي والأكثر وحشية أن يتعرض طفل صغير ذكراً كان أم أنثى للتحرش وليس لديه العلم أو القدرة الكافية على المواجهة والرد .
وعرّف واصل التحرش بالأطفال بأنه سلوك عدواني يقوم فيه الجاني البالغ أو المراهق، باستغلال الأطفال الأبرياء ، ويرى أن من أبرز الأسباب والدوافع للتحرش خلل في التربية والتنشئة، وذلك بسبب تقصير الأهل في تنمية وازع الضمير في نفس المتحرش منذ الطفولة، واضطراب المتحرش سلوكياً، بغض النظر عن المستوى الاجتماعي الذي ينتمي إليه أو فئته العمرية أو مستواه المعرفي والثقافي، فهو شخص مدرك لكل ما يفعله إلّا أنه يعاني من خلل ما يجعله يتصرف بشكل عنيف، إضافة الى انتشار سلوكيات وأخلاقيات وظروف سلبية في المجتمع، تدعم إحساس المتحرش برغبته في التعدي على الغير في ظل وجود مجتمع سلبي يتساهل مع المتحرشين ويؤيدهم في موقفهم، وينظر إلى الطفل الصغير على أنه الطرف الضعيف وهذا ما يعكس لديه تميزاً سلبياً ضد الأطفال الصغار، ومن أسباب التحرش أيضاً الإحساس بالانكسار بالنسبة للمتحرش لأنه يعاني الكثير من الاضطرابات النفسية التي تولد لديه شعوراً بالانكسار، لذا يقوم بالتحرش ، وربما لا يكون دافعه الملامسة بقصد معين، بل قد تكون لمجرد تطبيق مبدأ التعدي والقمع والثورة والقوة للشعور بالسيطرة والتفوق على طرف ليست له حيلة.
بدورها تحدثت المرشدة الاجتماعية ميس محمود عن سبل وقاية الطفل من التعرض للتحرش إذ تتم من خلال تنبيه الطفل عدم كشف جسمه لأحد من الأشخاص أو السماح لأي شخص بلمسه، وتعريفه كيف يميز بين النظرات العادية ونظرات المتحرشين، كما يجب على الأهل ملاحظة كل المشاركات الاجتماعية للطفل، وعدم السماح لأي شخص برعاية أولادهم، وتدريبهم على ممارسة أحد أنواع الرياضة القتالية للدفاع عن النفس، وتشجيع الطفل على إخبار أهله بكل تفاصيل حياته اليومية، والابتعاد عن توبيخه حينما يسرد تفاصيل حتى لو كانت تافهة أو مزعجة أو غير صحيحة، لأنه إذا خاف من التوبيخ لن يتحدث أبداً، والحرص على ألّا يسمع الطفل أي كلمة أو تعبير أكبر من عمره، وإفهامه أن جسمه ملكية خاصة به فقط، وأن الأهل فقط هم من يحق لهم مساعدته في الاستحمام أو دخول الحمام ولا أحد آخر له هذا الحق، كما يجب التعرف إلى كل أصدقائه وعلى أهاليهم وتحديد ما إن كانوا مناسبين لصحبته أم لا، والتأكد من تفعيل خيار البحث الآمن للإنترنت، وعدم السماح له بتحميل أي برنامج أو مقطع فيديو مصور قبل أن يشاهده الأب أو الأم أولاً، وتعويده على إخبار والديه في حالة تلقيه لطلب مراسلة من شخص غريب، والحرص على أن تكون تعبيرات الوجه متزنة ومعتدلة أثناء الحديث مع الطفل. وفي نهاية الندوة أكدا واصل ومحمود أهمية التربية من دون شروط..وأن تكون التربية واضحة وصادقة لكونها عملية ضرورية لبناء الطفل، وتعمل على تنميته في جميع النواحي ليكون فرداً صالحاً للمجتمع فبناء الطفل يعني بناء العالم.