غاباتنا الحراجية بين الاحتطاب الجائر والحرائق… فأين المفر؟
تشرين- محمد فرحة:
تعد سورية من البلدان المتوسطية المتنوعة المجال البيولوجي والمناخي، بحكم موقعها الجغرافي المتميز وتضاريسها المتنوعة من البحر إلى البادية واحتوائها على سلاسل جبلية غاية في الروعة والجمال لوجود أشكال وأنواع متعددة من الأشجار والنباتات الزهرية، حيث تمثل الغابات ثروة مهمة وتشكل نسبة جيدة من مساحة التراب الوطني وفقاً لحديث رئيس قسم الحراج في زراعة الغاب فايز محمد.
مضيفاً: لكن ما يلحق بهذه الغابات منذ عام ٢٠١١ خرب كل شيء فيها، ولايزال يتصاعد الاحتطاب الجائر حيث تم هذا العام تنظيم ٤٠٠ ضبط حراجي بمنطقة الغاب في حماة وقد يزيد مع بداية قدوم فصل الشتاء حيث يؤكد المتنبئون بأنه سيكون شديد البرودة ، ما يدفع بالأهالي لتخزين أكبر قدر من الحطب للتدفئة.
وأشار محمد إلى أن وجود شح بمصادر الطاقة في ظل العقوبات الاقتصادية الغربية الغاشمة على بلدنا، زاد من نسبة التعدي على الحراج ففي الأماكن شديدة البرودة لا تكفي خمسين ليتراً ولا مئة ليتر، ولذلك لابدّ أن يلجأ الناس لقطع الأشجار ليس للتدفئة فحسب وإنما للطبخ أيضاً في الأرياف.
وأضاف: كثيراً ما تم ضبط سيارات محملة بأخشاب الغابات والمتاجرة بها حيث يباع الطن بـ٢٠٠ ألف ليرة، وأتحدث هنا عن تسعيرة الزراعة عند بيع هذه المصادرات ، لافتاً إلى أنه لابدّ من صون الغابات والحفاظ عليها فهي ثروة مهمة، لكن تحت وطأة الحاجة يضطر المواطن لقطعها للتدفئة.
بالمختصر المفيد ؛ لابد من وضع برنامج غابي وطني مترافقاً مع برنامج مكافحة التصحر، بهدف تعبئة كل شركاء حماية الغابات ، من أجل تدبير مستدام للثروات الطبيعية وحماية البيئة وتنوعها البيولوجي، والتي كانت يوماً مليئة بالحيوانات كالأرانب والثعالب، زد على ذلك الطيور النادرة كالبلابل والصقر والباشق والبوم فلم يعد لها أثر، وباتت حماية هذه الغابات بوضع ترسانة قانونية صارمة تستهدف المحافظة عليها بكل مكوناتها..وهذا قد يكون صعب المنال.