على غرار التبغ… باحث زراعي يقترح إنشاء إدارة متكاملة لكل محصول زراعي
تشرين _ رشا عيسى:
رغم ثقل الخسارات في القطاع الزراعي على مدار سنوات الحرب وحتى الآن، ورغم محاولة ترتيب أوراق هذا القطاع الحيوي، إلا أن ردم الهوة الموجودة بين القائمين على الزراعة رسميا وأصحاب البحوث والأكاديميين يحتاج المزيد من العمل، وسط مطالب بإحداث إدارات زراعية متكاملة لكل محصول زراعي على غرار العمل القائم حول محصول التبغ.
الباحث الزراعي الدكتور مجد درويش يوضح لـ(تشرين) أهمية وجود إدارات زراعية متخصصة ترعى شؤون المحاصيل الزراعية، كإقامة إدارة محصول القمح، وإدارة المحاصيل العلفية والزيتية وغيرها، و كذلك ينطبق الأمر على الشق الحيواني بتفرعاته المتنوعة.
وتتمحور وظيفة هذه الإدارة المتخصصة، بإدارة المحصول من عمليات زراعته، و إنتاجه و توفير مستلزمات الإنتاج مرورا بتسويقه وتصنيعه، وصولا إلى تصديره، بمعنى إدارة متكاملة للمحصول على أن تكون هذه الإدارات للمحاصيل بإشراف وزارة الزراعة وبالتعاون مع جميع المراكز البحثية الزراعية و الأكاديمية .
واستشهد درويش بأمثلة على نجاح التجربة المطبقة محليا سابقا ، كما هو الحال في محصول التبغ الذي يعد محصولا متابعا على المستويات كافة، من حيث المساحات المخصصة لزراعته،
ومستلزمات إنتاجه،و تصنيعه، وتسويقه وتصديره.
وتساءل درويش لماذا لا تكون هناك إدارة مشابهة مثلا لمحصول القمح، أو محصول فول الصويا، أو الذرة الصفراء وغيرها؟ حيث لا يزال محصول القمح يدور في الدائرة الأكثر خطورة على الرغم من الجهود كافة التي بذلتها وزارة الزراعة في السنوات الأخيرة لإنجاح زراعته ، لكن للأسف باءت الجهود بالفشل حتى الآن وفقا لدرويش، موضحا أن الحلول للأزمة لا تنحصر في إدخال أصناف جديد _والحديث يدور حول القمح_ لأن الأصناف المحلية محط فخر من حيث نوعيتها وانتاجيتها.
و تمنى درويش إنشاء اتحادات متخصصة بإشراف وزراة الزراعة تضم خبراء وباحثين ومتخصصين ومصنعين و مصدرين، لكنه نبه إلى أن الوضع العام ليس وضع إنشاء اتحادات ، لذلك نركز على إنشاء إدارة متكاملة لكل محصول على حدى.
و لا يجد درويش أن النهضة الزراعية المأمولة لتجاوز هذا الواقع الزراعي الحالي الذي أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه صعب تكون بالمؤتمرات على أهميتها ،وإنما بالعمل ميدانيا، لافتا إلى أن المسافة طويلة بين وزارة الزراعة من جهة ومراكز البحوث العلمية الزراعية والكليات الزراعية الأكاديمية من جهة أخرى ، حيث لايمكن تسجيل أي تطور أو معالجة للمشكلات الزراعية دون وجود بحث علمي زراعي .