“قنطار الوقاية” يكسر حاجز الخوف لدى “نصف المجتمع”.. الوعي في مواجهة القاتل الصامت
تشرين- لمى بدران:
الشهر الوردي ينطلق لإنقاذ كل سيدة قد تكون مصابة بسرطان الثدي من دون أن تعلم وتحت شعار “أنت أقوى من السرطان، افحصي حالك وطمنينا” ولمدة شهر كامل يستقبل فريق رياض الخير اليوم في مركز الأمل نحو ١٥٠ سيدة سورية قادمات بكل أمل للقيام بفحص سرطان الثدي.
حاجة
المجتمع السوري في هذه الأيام أحوج ما يكون لأصحاب الأفكار الإنسانية الذين يعملون على تبني أفكارهم ونشرها بناء على الظروف الموجودة وهذا ما حصل مع مؤسس ومدير فريق “رياض الخير” رولان مشوح التي قررت أن تهدي الأمل للنساء وتنشر ثقافة الوقاية لديهن بعد تجربة شخصية خسرت من خلالها والدتها في مرض السرطان.
عرضت لنا مشوح في حديث خاص لـ “تشرين” بدايات انطلاق الفريق منذ ٣ سنوات أي منذ انتشار كورونا وظهور الحاجة لنزول الفرق التطوعية على الأرض، حيث لم تكن البداية سهلة و كان هناك دائماً خوف وتردد من قبل النساء من القدوم إلى الفحص ولم يكن هناك دعم مادي،إلّا أنه وبالتدريج نجحت في كسر هذا الحاجز من خلال مبادرات متنوعة على مدى السنين فلقد كانوا أول فريق تطوعي جوال للقاح كورونا عندما كانت نسبة الملقحين في سورية ٣% فقط.
وعي
“نحن ننسق أفكاراً ونحاول أن نكون صلة وصل بين الجهات والقطاعات وبين من نتّجه لخدمتهم كي نفحصهم و ننشر ثقافة معينة عندهم”، هذا ما ذكرته لنا مشوح بخصوص هدفهم وخططهم في العمل، وقد كانت نتائج رحلتهم (فحص٦٠ سيدة بأول مبادرة والثانية ١٠٠ سيدة وهذه السنة ١٥٠ سيدة..).
كما نوّهت مديرة الفريق بأن الضغوط والعوامل النفسية المحيطة في هذه الأوقات تساعد على زيادة نسبة الانتشار فمن بين كل ٨ سيدات هناك سيدة واحدة تصاب بسرطان الثدي، وفي رسالة أخير وجهتها مشوح:” يقال عن هذا المرض خبيث لأنه يأتي من دون أن نشعر لذلك أقول للسيدات:”الوقاية خير من قنطار علاج ….”
احتراز
وتأكيداً على أهمية هذا النوع من المبادرات شددت منسق الفريق ماجدة كسراوي على فكرة الكشف المبكر الذي يجعل فرصة التماثل إلى الشفاء عالية وأنه من خلال محيطهم الخاص اكتشفوا حالات إصابة بسرطان الثدي، وأرادوا نشر الوعي تجاه هذا الفحص لتجنب أي ألم أو فقدان لأناس لنا.
أما مسؤولة العلاقات العامة في الفريق لجين كسراوي فأشادت بحالات شفاء قد حصلت بسبب تدارك الإصابة في وقت مبكر ووضّحت سهولة الفحص المجاني الذي يتراوح وقته بين ٣- ٥ دقائق ويكون إما سريرياً أو إيكو أو ماموغرام وبتنسيق دقيق وتنظيم عالٍ.
تجارب
وعن إحدى السيدات التي جاءت لأول مرّة للقيام بفحص: فوجئتُ بسرعة الفحص والوجوه المليئة بالأمل، وأدعو جميع السيدات للقيام بهذا الفحص البسيط المريح الوقائي.
هنا نصل إلى أن فريقاً كفريق رياض الخير مختصاً بقطاع الإغاثة والصحة و تطورت مبادراته على مدار عدة سنين ويطمح إلى هيكل تنظيمي مؤسساتي يبدو حاجة ملحة للمجتمع السوري في سبيل خدمي وتوعوي يحقق تطوراً ونتائج اجتماعية مرضية.