معرضُ علياء النحوي.. تكويناتٌ من الكرتون المَشقوق والوَرد المُجفّف
تشرين- لبنى شاكر:
صُورةٌ مُمزقة عَثرت عليها مصادفةً؛ أوحتْ إلى علياء النحوي بتطويع الكرتون المَشقوق والوَرد المُجفف في عشرات التشكيلات، وهو التكنيك المُسمى «كولاج»، أي تجميع خامات مُختلفة لتكوين أعمالٍ فنيّة، حتى كانت النتيجة ثلاثين لوحةً صغيرة تُعرض حالياً في المركز الوطني للفنون البصرية، بعد عامٍ من معرضها الأول في المكان ذاته، وعلى ما تقوله في حديثٍ إلى «تشرين» فالجدّة هذه المرة تكمن في ابتعادها عن «الحفر» إضافةً إلى ما فرضته الطريقة المُتبَعَة من تغييرٍ في الأفكار والمواد والألوان، ضمن الأسلوب التجريدي التعبيري الذي تُحِب.
يمتلك الكرتون والورد ميزة الظهور بتكويناتٍ مُختلفة، كيفما تمّ التعامل معهما، لذلك حاولت الفنانة الموازنة بين ما يُلهِمان به وما تُريد قوله، إضافة إلى أنها لا تهتم عادةً بالتركيز على فكرةٍ مُحددة بقدر ما تحرص على الرضا بصرياً تجاه الشكل الأخير للوحة، تاركةً للمتلقي في المقابل حرية التأويل، تقول: «يهمني أن يشعر الآخر باكتمال العمل أمامه، من دون الحاجة لأي إضافة أو تعديل، ومن ثم المجال مفتوحٌ لخياله ورُؤاه وتقديراته، ليس بالضرورة أن نصل معاً إلى نُقطةٍ ما».
تُؤكّد النحوي أنّ ما سبق جماليةٌ يتمتّع بها التجريد التعبيري، لكونه يرى في الفن متعةً قبل ما سِواها، لا يُشترط أن يكون له معنىً محددٌ وواضح، لذلك فهي تستقي من الواقع، تُعيد قولبته وتجريده من بعض الأشياء إلى جانب ضمِّ أخرى، في حين يبدو تحقيق التوازن البصري غايةً لا بدّ منها، وهنا تجاوزتْ فكرة العمل باللونين الأبيض والأسود التي اشتغلت عليهما في الماضي، لمصلحة مزيدٍ من الألوان، مع خلفيةٍ بيضاء تُبرز التكوين.
ابتعدت الفنانة عن الطرق التقليدية المُتبعة في «الكولاج» كالقص واللصق والترتيب، نحو أسلوبٍ أكثر حداثة «ديجيتال كولاج»، إذ صوّرت الخامات الموجودة عندها واشتغلت عليها إلكترونياً باستخدام عدة برامج وتطبيقات، ثم طبعتها، تقول النحوي: «الدمج بين قدرة الإنسان والتقنية يُعطي نتائج لا منتهية، أضف إلى أن العنصر المُتاح لا يفرض أشكالاً وتكوينات، بل يُمكن عمل معرضٍ كاملٍ بناءً على عنصرٍ واحد، يُظهر إمكانات الفنان في التحدّي وتقديم ما هو عفوي ومُحكَم وجذّاب».
تصوير: صالح علوان