تعرفونهم من منشوراتهم.. مبدعون كرّسوا صفحاتهم للإضاءة على إبداعات غيرهم
تشرين- نضال بشارة:
بعض الأصدقاء المبدعين لا ينشرون في الغالب ما يخصهم على صفحات حساباتهم في “فيسبوك”، سواء أخبار أنشطتهم، أو نصوصاً من إبداعاتهم، لكنهم يشاركوننا الجمال والمعرفة بتعدد مصادرهما، حتى بات ما ينشر فيها بصمة لهم تعرفهم من خلالها. وما يفعلونه يدل على قاسم مشترك بينهم وهو عدم تضخم الذات الإبداعية لهم على خلاف من لا ينشر سوى أخباره وكل ما يتعلق بما ينجز، خاصة هؤلاء الذين يكثرون النشر على صفحاتهم. فلو شاهدت صوراً لأعمالٍ نحتية لفنانين من الغرب ومن دول مختلفة، ستعرف إنها صفحة الناقد المسرحي والمترجم د. نبيل الحفار، الذي لا يتوانى عن نشر الجمال بتعريف بسيط. وهو قد يغيب فترات زمنية عن النشر لانشغاله بأعمال الترجمة التي أنجز لنا فيها كتباً هامة ذات حضور كرواية ” العطر” و” حكاية السيد زومَّر” للروائي “باتريك زوسكيند”، وأعمال لـ”كافكا”، وفي أكثر من جنس أدبي، ونال أكثر من جائزة في الترجمة من الألمانية للعربية، وكان قد بدأ مشواره بالترجمة عام 1974 بترجمة المسرحيات.
اقتصاد بالوقت
أما إن وجدت روابط لتحميل الكتب فهي صفحة الشاعر السوري “محمد طيب شلار” المقيم في الإمارات العربية المتحدة منذ أكثر من ربع قرن، فصفحته غنية بروابط لكتب تراثية تم تحقيقها، وروابط لكتب بات من النادر أن تجد نسخاً منها، يمكن تحميل نسخ إلكترونية منها، كما يمكن تحميل نسخ من كتب معاصرة من شعر ورواية وقصص قصيرة ومسرحيات ونقد أدبي وفكري، وبعضها بلغات أجنبية. وهذا يحفف عنك وقت البحث عن تلك الكتب والمراجع. وكانت قد أُغلقت صفحته أكثر من مرة كعقوبة له من قبل إدارة الفيسبوك! وللشاعر محمد طيب ديوان شعر وحيد بعنوان ” حجرٌ يركض عارياً”.
تحريض عالٍ
أما لو شاهدت صور أغلفة بعض الكتب القديمة التي باتت مراجع هامة في الفكر والفلسفة والأدب، ومقتطفات منها، وشاهدت أيضاً صور أغلفة لمجلات توقف إصدارها، وكانت في وقت مضى ذات فعالية في شؤون الفكر والأدب، فهي بلا شك صفحة الأديب والباحث “محمد كامل الخطيب” الذي انشغل مطولاً خلال عمله في وزارة الثقافة بجمع وتحرير كل ما كتب في مشروع ما سمي النهضة العربية، نشرت مسلسلة ضمن إصدارات وزارة الثقافة تحت عنوان ” قضايا النهضة العربية”، التي يذكرنا بما ينشره بتلك السلسلة. وللأديب محمد، روايات وقصص لم تأخذ حقها في المقاربة النقدية، كرواية ” هكذا…كالنهر”، ” انكسار الأحلام: سيرة روائية”. وكل ما يعرض له موجود في مكتبته الخاصة الغنية بتلك المراجع. كما ينشر بين حين وآخر مقالات من كتابه ” الثقافة والسياسة والسلطة”، أو من كتابه ” الشرق في المرآة”، وقد بدأ مؤخراً بنشر صور من الفن الشعبي ” رسوم الجدران في الأرياف” من سورية ومصر، وهي رسوم يتم تنفيذ بعضها في مناسبات عدة منها الأعراس، أو العودة من أداء فريضة الحج، أو للتزيين، وهي رسومات تعطي الجدران حلةً جميلة تكسر رتابة القبح الجارحة. ويمكن لنا أن نعدّ صفحته خير محرضٍ لمتابعها على مراجعة بعض الكتب التي اقتناها، والتي يتوقف الباحث والكاتب محمد مع أهمية ما طرحته وعالجته.
الشعر في الأطفال
أمّا الصفحة التي تجد أغلب صورها لأطفال في لقطات باهرة ونادرة هي من المؤكد صفحة الشاعر بيان صفدي، أطفال في ضحكهم ولعبهم وشغبهم وشغفهم، كأنه يقول من خلالها أنظروا كيف يتجلى الشعر أيضاً. وهذا طبيعي من شاعر أبدع في كتابة الشعر للأطفال وقدم مختارات عربية منه ودرسه، ورأس لفترة تحرير مجلة أسامة. أصدر الشاعر بيان خلال تجربته الأدبية “ديوان الطفل العربي” 3 أجزاء، ودراسات كثيرة في أدب الطفل، ودواوين شعرية للكبار، وللأطفال، وصدر له مختارات من شعره للكبار بعنوان “سماء في قفص”.