هل استعصت على الحل؟
تشرين- غيداء حسن:
طلبَ من الركاب الابتعاد عن الباب ليغلقه دقائق ريثما يتجاوز الشرطي وينجو من المخالفة, وبعدها فتح السائق الباب الذي تعلق عليه أكبر عدد وجدوا موطىء قدم لهم، بعد أن أتخم الباص بالركاب المحشورين حشراً, والذين بالكاد يستطيع الواحد منهم أن يأخذ شهيقاً .
طلبُ السائق هذا يأتي بعد يوم من حادثة سقوط شاب من الحافلة بزلة قدم وسقوطه أرضاً ليكون الموت بانتظاره, حينها أحست بعض الجهات المعنية بالمسؤولية نوعاً ما ووجهت بمنع فتح أبواب الباصات أثناء سيرها, متجاهلة منظر تكديس الركاب فيها …
تعميمات كانت آنية ربما طبقت ليومين فقط وانتهى الأمر, لأن الواقع يدحض وجود أي رقابة على تلك الباصات.
في الأمس تكررت الفاجعة في مكان آخر وتوفي شاب نتيجة سقوطه وهو يحاول الصعود إلى وسيلة النقل لعله يكون محظوظاً ويصل إلى وجهته, لكن النهاية كانت كارثية .
قصص ومشكلات النقل العام ليست وليدة اليوم بل قديمة، وباتت ملازمة ليومياتنا، وباتت واقعاً مفروضاً علينا, والأغلبية مضطرون لتحملها بشق الأنفس, فمن لم تلفحه حرارة الشمس الحارقة بانتظار وسيلة النقل نراه يسابق الزمن للّحاق بدوامه أو لمتابعة أمور توجب عليه التنقل بين أكثر من منطقة .
هذا الواقع من سوء وضع النقل ضمن المحافظة الواحدة يعيدنا إلى الوراء سنوات, إذ لم تبقَ وسيلة إعلامية أو مواطنٌ إلّا وطالب خلالها بإيجاد حل لهذه المعضلة, لكن النتيجة لم يتحرك ساكن وبقيت الحال على ما هي عليه، في وقت نرى فيه العديد من الباصات المخصصة لنقل موظفي المؤسسات يومياً مركونة في الساحات العامة بانتظار انتهاء دوام الموظفين لتعيدهم إلى منازلهم, وهنا يمكن التساؤل:
ترى لو تم التعاقد مع هذه الباصات خلال فترة انتظارها موظفي المؤسسات وتم إعطاؤها تسهيلات ألا تسهم إلى حدٍّ ما في حل مشكلة النقل ولو خلال الفترة الصباحية وحتى الظهيرة وهي فترة الذروة ؟ ثم ألا يجب تشديد الرقابة على أصحاب السرافيس الذين مازالوا يتعاقدون مع طلاب المدارس والموظفين, ضاربين عرض الحائط بكل العقوبات والتحذيرات, أم ستبقى الحلول ترقيعية، والتوصيف هو عجز عن إيجاد حلول جذرية لمشكلة باتت أكثر من مزمنة وكأنها استعصت على الحل ؟