من الانتصار بعد ألف ليلة وليلة من العدوان السباق نحو سورية

إدريس هاني

كان من الطبيعي أن تخلق سورية الحدث، فحتى الأمس القريب كان أردوغان يزدري سورية ، وهو اليوم يتهيأ ويتحضر للعودة والذين طعنوا سورية من الخلف، ها هم اليوم يغيرون اللهجة، وكأن مصلحة الأمة فقط ظهرت اليوم.
وكان هذا أمراً طبيعياً، لأن المتآمرين على سورية جربوا كل الأساليب القذرة للإطاحة بها. فاليوم أدرك خصوم سورية أنهم فشلوا في تحقيق أهدافهم العدوانية، وهم اليوم يهرولون باتجاه سورية ويحاولون الرجوع من دون توبة نصوح واعتراف.
انتصار سورية لم يكن مجاناً، بل هو كفاح طويل. وكما قلنا قبل عشر سنوات: سينتصر الأسد، وعليهم قريباً أن يبسطوا له البساط الأحمر، وينادوه بفخامة الرئيس.
سورية انتصرت بكفاحها وصمودها ومصداقيتها. ولهذا كان من المعقول جداً ألّا تهرول إلى جامعة الدول العربية في هذه الظرفية، حفاظاً على كرامتها ومصداقيتها، لأن المفروض أن تأتيها جامعة الدول العربية حبواً، وتعتذر لقيادتها وشعبها، بل المفروض دفع تعويض لسورية من جراء العدوان.
التضامن، مجرد التضامن، مع سورية كان مكلفاً.
المهم والمطمئن، هو أن سورية أذكى من أن تستغبى، فبعد أكثر من عشر سنوات من المقاومة، هي تدرك الفصل النوعي بين اللتيا والتي. كل ما يحدث اليوم هو عناوين في جينيريك انتصار مدون. كانوا يتمنون لسورية السقوط فشمخت، كانوا يريدون لها الهزيمة فانتصرت، أمعنوا في تشويه القيادة السورية، فأظهرت مزيداً من الشرف، قتلوا شعبها وكانوا متواطئين مع القتلة، ومع كل ذلك، لم يفلحوا ولن يفلحوا.
كل شيء كان واضحاً، حتى الحقد ظهر بجلاء، والاصطفاف جرى بالعلالي. فلقد وثقنا كل حراك وهسيس وهمس استهدف سورية في العشرية الملعونة، والأرشيف بات مكتظاً بكل أنواع وصور العدوان.
وجب التذكير بأن سورية ليست في حاجة إليهم، بقدر ما هم في حاجة إليها بعد كل هذا الطعان.
الانتصار السوري جاء بفضل كفاح مرير، وصمود أسطوري بوجه كل المؤامرات الملونة. كانوا يتمنون سقوط سورية ، وواصلوا العداء ضد من تضامن معها، واليوم وما أدراك ما اليوم، يا عيني على المهرولين، وكأن لا شيء حصل.
ندرك أن سورية ستصفح، ولكنها لن تنسى، لا يكفي أن نقول انتهينا، لأن المطلوب اليوم هو المصداقية والإقناع وتقديم خطاب منطقي.
انتصرت سورية وأنتم الخاسرون، ولا بدّ من الاعتذار لسورية قيادة وشعباً وجيشاً، وبلغة واضحة وضوح العدوان بالأمس، إن الذين ولغوا في دم الشعب السوري أو الذين تحالفوا مع خصوم سورية كانوا لا يرحمون…

كاتب من المغرب

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار