من يدعم قطاع الدواجن؟
بعد أن حذفت أم سامر قائمة طويلة من احتياجات أسرتها اليومية، يجب عليها وضع خطة جديدة للتقشف، بعد أن لامس سعر صحن البيض الـ (١٦) ألف ليرة، وبحسبة بسيطة أخذت أم سامر تتمتم، فالراتب لا يوازي (كام) صحن بيض.. بعد أن حذفت الفول والمسبحة، وكذلك اللحمة والفواكه، والكثير الكثير من المواد أصبحت من المنسيات.
على أهمية القيمة الغذائية لمادة البيض لكن يستحيل أن تؤمن احتياجات أسرتها منها بشكل يومي، علماً أن جميع أفراد أسرتها يعملون على مدار الساعة لكن ارتفاع الأسعار والتفاصيل اليومية تكاد تجعلهم عاجزين تماماً عن تأمين أبسط متطلباتها.
حال أم سامر حال الأغلبية العظمى من المجتمع التي تتحمل تبعات كل شيء من ارتفاع الأسعار وقانون قيصر اللعين والظروف الراهنة.
لا يخفى على أحد الأسباب التي أدت إلى انهيار قطاع الدواجن من ارتفاع في تكاليف الإنتاج التي تبدأ بصعوبة استيراد الأعلاف والأدوية البيطرية، ناهيك بأجور الأيدي العاملة والمحروقات وغيرها، فهذه العوامل مجتمعة كفيلة بانهيار هذا القطاع وخروج نحو ٨٠%من تلك المنشآت من الخدمة.
ولأن هذا القطاع من أكثر القطاعات التي تلامس لقمة المواطن اليومية من مادتي البيض أو الفروج ، وفي الوقت ذاته عاجز عن شرائهما، ناهيك بتفاصيل يومية تقصم الظهر.
أمام هذا الواقع لقطاع حيوي مهم ويعد من مقومات أمننا الغذائي ، لابدّ من العمل على دعم المربين وهذه مسؤولية وزارة الزراعة من خلال تقديم المزيد من القروض والتسهيلات بما يساعد على تثبيتهم في قراهم، والأهم العمل على تأمين الأعلاف البديلة، والأولوية له في تأمين المحروقات، فهل نشهد تحسناً ملموساً على واقع هذا القطاع بما سينعكس إيجاباً على لقمة المواطن الذي لم يبقَ منها سوى فتات (الفتات) من خلال تأمين مادتي البيض والفروج بأسعار مناسبة، وبما سينعكس على اقتصاد البلد ككل.