الاستثمار من أجل الرياضة!
مع اختلاف تكاليف الحياة عبر الزمن الذي انتشرت فيه الرياضة لتحقق للمجتمع فوائد معنوية ووطنية وفوائد نفسية وصحية ، بدأت المواقع الرياضية بما فيها الأندية بالبحث عن الموارد المالية لتحقق المفهوم الجديد للرياضة بما فيه الاحتراف وتكاليف ممارسة الرياضة . وكانت الأراضي المخصصة للمنشآت الرياضية والأندية هي الهدف وموضع الحوار دائما ، فتخصيص الأراضي حسب نص التخصيص هو لممارسة النشاط الرياضي. إذا العمل الرياضي هو الذي يجب أن يكون الأساس والهدف، بمعنى أن أي نشاط استثماري يجب أن يبقى لخدمة الموقع والعمل الرياضي وليس العكس . ولو بحثنا في مواقع بعض الأندية لوجدناها قد تحولت بمعظمها إلى مواقع استثمارية وأن العمل أو النشاط الرياضي فيها قد اصبح الجزء وهنا الخطأ!
وللبحث عن الأمثلة طلبنا من سائق تكسي إيصالنا إلى ناد بدمشق اسمه الفيحاء فلم يعرف الموقع والمكان وتعدد السؤال للكثيرين.. فكان الجواب بأن أخذنا ندلهم نحن إلى المكان فكان جوابهم السريع: ( قصدكم الأب تاون ) ؟! نعم هذا ما نقصد من حيث المكان .. وأراد أحد السائقين الإيضاح أكثر فقال : عندما خصصوا المكان لبناء ملاعب وإحداث ناد رياضي استبشر أهل المنطقة خيرا، فهم عندما سكنوا في المنطقة عرفوا أن الدولة خصصتهم بملاعب خدمة للأجيال، ولا بأس بأن يتم إحداث بعض النقاط الاستثمارية في الموقع لخدمة العمل الرياضي ، لكن هل مقبول أن تبقى الصالة الرياضية على الهيكل وموقعا يشكل خطورة إنشائية لزمن يقارب النصف قرن ! ثم أين هي ملاعب كرة القدم في النادي هل نقبل ان تتحول إلى ألعاب استثمارية ببدلات مالية لا يقدر عليها إلا ميسورو الحال .
وننتقل إلى موقع آخر فيه العمل الإيجابي للاستثمار .. فالإدارة التي عادت إلى موقعها في نادي الوحدة ألغت كل الأوامر الاستثمارية التي أعلنت عنها الإدارة الطارئة والتي كانت على حساب إلغاء بعض الألعاب الرياضية المهمة، كما أعلنت الإدارة العائدة أن الاستثمار سيكون خدمة لألعاب النادي كلها ولن يكون على حساب النشاط الرياضي، وكانت بداية التصريح في هذا المجال تصحيح الاستثمار الذي كان قائما في موقع المسبح بإحداث موقع استثماري في الحفرة المجاورة لموقع المسبح ببناء منتجع سياحي خدمة للرياضة ويشكل موردا ماليا للألعاب الرياضية وتجميلا لمنطقة وموقع النادي الذي يقع في حي سكني.. إنها أمثلة تستدعي أن تقوم القيادة الرياضية بتشكيل لجنة مختصة للبحث في مواقع الاستثمار القائمة والتي ستكون قيد التعاقد. وهنا يجب أن يبقى شعارنا ( الاستثمار لخدمة النشاط والعمل الرياضي ).