المشهد الثقافي مضامين أدبية وتلاقح فكري

بارعة جمعة:
الحياة لا تبدأ بالولادة بل بالوعي، ولا تنتهي بالموت بل بانطفاء الروح، وما الروح سوى خليط متمازج من الأحاسيس التي تقودك إلى حيث ترقد بسلام أو تهرب إلى غير رجعة، و”القلب وما يهوى”، كما يقال، ومن هنا كان السبيل لتحديد الذائقة الفنية لكل متلقٍ لأي مضمون ثقافي متجسد برائحة وعبق الفن الذي ما خاب ولا ضلّ الطريق بوجود من يخط نهجه برؤى حالمة وخطا ثابتة.

محاكاة أدبية
كانت الملجأ لمن قصدها، لا بل الطريق الوحيد الذي خطَّ آلاف الأميال من خلاله المبدعون، البعض لم يرَ فيه إنجازاً أو أسلوباً للتميز بقدر السعادة المترافقة مع بوح شعرائه وأدبائه، هي ملتقى المحبة والأحبة، وتجمع الأدب والثقافة التي ما برحت أن أخذت لها شكلاً خاصاً تمايزت به بين شبيهاتها من التجمعات والملتقيات الأخرى.
فما قدمه العديد من شعراء العصور السابقة ليس بالقليل وما يقدمه أدباؤنا اليوم هو غيض من فيض الأدب وأنواعه التي لم تعد حكراً على مكان أو زمان، بل جالت العالم وصولاً إلى هنا حيث موطنها الأصلي بين سطور الشعراء والأدباء المحليين، ولعلّ اللجوء لمحاكاة قوالب أدبية جديدة نوعاً ما أو ربما مستحدثة من قبل روادها كـ”الأدب الوجيز” و”الهايكو” التي برزت في كتابات كثيرة وكان لحضورها الأثر الأكبر في إيصال الرسالة ببضع كلمات واختصار المعنى بقصارى القول ومن ثم تبنيها لدى فئات ومجموعات باتت ملتقاهم الفصلي، ما هو إلّا امتداد لهذه الثقافة بحد ذاتها، فيما لو استمرت وتناقلتها الأجيال عن فهم وإدراك للمعنى والأصول.

حراك ثقافي
تعددت المشاهد الثقافية ، واستلهمت من مكامن وموطن خلودها مسميات عدة، فبات الياسمين هو الملتقى والعشق لمن كان نهجه أدبياً خالصاً وحافزاً لكُتاب جُدد كان لهم النصيب من الامتثال له والمضي به إلى حيث الأقلام الواعدة باستمراريته، كما أن المحاولات مستمرة وتجسدت بحديث للياسمين طاب له الملتقى في كل عام، حيث النخبة من كل مكان، قدمت للوسط الأدبي طاقات كبيرة ومواهب صاعدة، ليبقى الفضل منه وله بمؤسسيه أمثال الشاعر والناقد محمد الدمشقي الذي خطّ مسيرة الياسمين عن بعد، كمحاولة منه لنشر ثقافة المحبة شعراً ونثراً، ومن ثم تجسيده واقعاً ملموساً، فكان لعشاق البوح والشعر تلاقٍ إيجابي في أصعب الأيام، لتجمع القلوب وتبث منها وإليها عبق الأدب الممتزج بأصالة وعراقة مدينة الياسمين.
لعلّها لم تكن المحاولة الأولى ولن تكون الأخيرة في ميادين الثقافة المحلية، إنما واحدة من التطلعات التي استمرت عبر ثماني سنوات لتتسع وتشمل كافة الأرجاء ناشرةً الفكر العالي بأسلوب السرد والنصح والنقد والتوجيه التي كانت أبرز ألوان هذا الملتقى حسب مؤسسه الدمشقي، وفي أجواء من الألفة قدم أعضاء ملتقى حديث الياسمين آخر أعمالهم التي افتتحها الدمشقي بقصيدة “منك ابتدأت” ناسجاً خيوط الصمود لهذه المدينة، فيما كان للقصائد المحكية حضورها أيضاً في أبيات الشاعر “احمد امين زمام” لتتجسد بعدها معاني الكبرياء والتجلي ببطولات الشهداء بين سطور نثرية ألقتها الشاعرة “نداء قرحيلي”.

أقلام واعدة
وأمام هذا التنوع الكبير فيما تقدمه وتحتويه هذه المنتديات التي ارتقت لمعنى إحياء الأدب وتطعيمه بأساليب متجددة تتناسب لما وصلت إليه حالة الارتقاء الفكري والتنوع الحضاري والتناقل بين أدب المناطق كافة، لا بدّ من القول إن هذا الحراك الذي بلغ ما بلغ.. من الواجب علينا العمل من أجل استمراريته، ولاسيما أنه نشاط طوعي نبت من المجتمع وتغذى منه، كما أنه من الضروري لفت النظر إلى برامج هذه الملتقيات التي لم تجد سوى المراكز الثقافية منبراً لها، فكما جذبت هذه المنابر عظماء المفكرين سابقاً أنتجت هذه المنتديات التي ضمت شعراء وهواة وقراء أيضاً الكثير من الأقلام المميزة، فالشروط ليست صعبة برأي الشاعر الدمشقي، ولا تتعدى سلامة اللغة وإتقانها والبعد عن أي نوع من أنواع الإساءة لرموز وأصول ثابتة، فصوت دمشق يجب أن يصل للعالم، كما أن حديث الياسمين هو كلام القلوب العاشقة لها.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
على سيرة إعفاء مدير عام الكابلات... حكايا فساد مريرة في قطاع «خصوصي» لا عام ولا خاص تعزيز ثقافة الشكوى وإلغاء عقوبة السجن ورفع الغرامات المالية.. أبرز مداخلات الجلسة الثانية من جلسات الحوار حول تعديل قانون حماية المستهلك في حماة شكلت لجنة لاقتراح إطار تمويلي مناسب... ورشة تمويل المشروعات متناهية الصغر ‏والصغيرة تصدر توصياتها السفير آلا: سورية تؤكد دعمها للعراق الشقيق ورفضها مزاعم كيان الاحتلال الإسرائيلي لشنّ عدوان عليه سورية تؤكد أن النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الجميع مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا خلال اليوم الثانى من ورشة العمل.. سياسة الحكومة تجاه المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والرؤية المستقبلية