القائد الإداري الناجح
نظريات كثيرة طرحت حول القائد الإداري الناجح والشروط الواجب توافرها ومصادر الحصول عليه من داخل المؤسسة وخارجها، وتعددت صفات هذا القائد مثل الحزم والمهارات المكتسبة والفطرية والفطنة والقدرة على التعامل مع مرؤوسيه وقابلية وحب التعلم والتطوير ووجود روح التعاون وغيرها الكثير، وطرحت دراسات حول إن كانت الإدارة علما أم فنا ومزجت أخرى بين العلم والفن .
بالنسبة لمؤسساتنا اعتمدت أساليب متنوعة في اختيار القيادات الإدارية العليا، لكن لم تكن للأسف مبنية على أي شيء ثابت علميا أو حتى يمكن نسبه للعلوم الإدارية، فاختيار أي شخص على الأسس والمعايير نفسها التي اختير بناء عليها مدير سابق في كثير من الأحيان لم يؤد إلى النتائج نفسها سواء من ناحية النجاح أم الفشل .
كما أن اختيار القائد الإداري من داخل المؤسسة أو من خارجها لم تنجم عنه نتائج يمكن اعتبارها أساسا لوضع مرتكزات جديدة في اختيار الصفوف العليا لأن النتائج اعتمدت على شخصية القائد ونزعاته واهتماماته ورغبته في العمل وقدرته على وضع الخطط ومتابعة تنفيذها والإصرار على نجاحها.
وبناء عليه يمكننا تصنيف القادة الإداريين في مؤسساتنا إلى الكثير من الفئات، منهم من يرغب في المنصب حبا بالسلطة، وآخر حبا بالمال، والثالث حتى يحقق إنجازا يذكره به الآخرون ويسجل في تاريخ المؤسسة، وهناك من وصلوا بحكم المصادفة ولم يكن لديهم الوقت ليخططوا في أي فئة سيكونون، وهناك من يضعون خططا واقعية ويصرون على النجاح في تنفيذها، وهناك فئة تبدأ بالتفكير كيف تبرر فشلها مباشرة عند وضع خططها ليصبح الفشل هو هدفها.
لهذا فإن اعتماد منهجية محددة في اختيار القيادات الإدارية أمر يصعب إدراكه لاعتبارات عدة وخصوصية السوريين المحبين بأغلبيتهم للجلوس في الصف الأول بغض النظر عن إمكانياتهم أو النتائج السلبية التي سيسببها نقص كفاءتهم على مؤسساتهم، لاسيما خلال العقد الأخير الذي ولّد ظروفا استثنائية أضافت صفات استثنائية للقائد الناجح .
لذلك فإن الحكم على أي شخص إن نجح أم فشل ضمن هذه الظروف ، غير ممكن خلال فترة قصيرة ولا يمكن التنبؤ به، ووضع شروط ومواصفات يجب توافرها في الأشخاص المرشحين كمديرين بشكل مسبق ليس شرطا للنجاح، والخيار المتاح حاليا هو الاعتماد على قيام لجنة متخصصة في تقييم الموارد البشرية على مستوى كل وزارة تعمل بشكل موضوعي على انتقاء أشخاص مميزين قد تتوافر فيهم شروط وزارة التنمية الإدارية أو قد يختل جزء منها، كما يجب في الوقت نفسه التعاون مع مراكزنا البحثية وجامعاتنا لإجراء دراسات معمقة حول المتطلبات الخاصة باختيار القائد الإداري الناجح وبشكل يغطي مختلف قطاعاتنا الاقتصادية والخدمية .