الفضول في مرحلة الطفولة المبكرة يدفعهم للاكتشاف
دينا عبد:
يعدّ الفضول وكثرة الأسئلة من الاحتياجات النمائية لطفل الروضة، أو ما نسميه مرحلة ما قبل المدرسة، فهي التي تساعده على اكتشاف العالم الخارجي والداخلي بحواسه الخمس؛ فيبدأ التواصل مع ذاته، وتعدّ الأسئلة الكثيرة حاجة من الحاجات النمائية.
هناء محمد عضو فريق تدريبي في المركز الإقليمي لتنمية الطفولة المبكرة، بيّنت أن الفضول عملية تساعد الطفل على اكتشاف العالم الخارجي المحيط به، ولكن علينا الانتباه بأن لكل طفل فروقات فردية، واحتياجات نمائية، وأيضاً حالة خاصة، فأسئلته المتكررة ولهفته لمعرفة ما يدور حوله يعكس ارتفاع درجة ذكائه؛ وكثرة الأسئلة والفضول من الخصائص النمائية لطفل الروضة، والفضول يشجع الأطفال على التفكير النشط، واكتشاف المجهول ويثير أسئلتهم للمعرفة، ومن هنا يجب توفير البيئة التعليمية المثرية، حتى يكتشف نفسه ويجرب، فتتولد لديه أفكار جديدة، ومن خلال أسئلته الكثيرة تتطور شخصيته بالتجارب والخبرات التي يخوضها في الروضة.
وتعد الأسرة الخلية الأولى التي يترعرع فيها الطفل، ويسعى من خلالها إلى اكتشاف البيئة المحيطة به، فيؤثر فيها ويتأثر بها، حيث تكثر أسئلته ويزداد فضوله؛ وتعدّ مرحلة ما قبل سن المدرسة المرحلة الأهم في اكتشاف فضوله، إذ تنتابه الأفكار والتساؤلات، ويختلف الأطفال في ذلك، فمنهم من يبدأ بالأسئلة مبكراً، ومنهم من يتأخر قليلاً، وهناك من يسأل ثم يتوقف، وهناك من يستمر طوال فترة الطفولة في طرح التساؤلات، ذلك أن أسئلة الأطفال تكون على أشدها في السنوات الأولى من عمرهم.
الاحتياجات النمائية هي من حقوق الطفل ولا تتجزأ، هي حاجة لكل الأطفال من دون استثناء الإناث والذكور وذوي الاحتياجات الخاصة، ومن واجبنا أن نوفر له مثيرات تدفعه للاكتشاف، وأن نقدر اهتمامات الأطفال وإظهار الإجابة بشكل صحيح يفهمها.
وبحسب الاختصاصية هناء محمد فإن الفضول يطور الاتجاهات الفكرية والمعرفية للأطفال، ويجعلهم يتقبلون التغيير، ويتعلمون كيفية التعامل معه، مشيرين إلى أن الأسئلة العشوائية التي يطرحها الأطفال تقلّ شيئاً فشيئاً، ليحل محلها خوض التجارب الشخصية عند الكبر.
وتنصح محمد الأهالي بالابتعاد كلياً عن أسلوب صدّ الطفل عن نزعه إلى الفضول، معتبرين أن الصد قد يؤدي إلى امتناع الطفل عن التفكير فيما حوله، والاستفسار في سبيل التطوير الفكري الخاص به، مؤكدة ضرورة التعامل مع فضول الطفل قدر الإمكان، والتعاون معه بشأن دوافعه، كما تشدد على ضرورة أن يجد الطفل الإجابة عن تساؤله مهما كان محرجاً.
فامتناع الأهل، أو المربية في الروضة عن الإجابة عن الأسئلة، لن يدفع الطفل إلى عدم تكرارها، بل سيدفعه إلى الذهاب إلى شخص آخر، من المحتمل أن يرد عليه بطريقة قد تؤذيه، كما يجب الرد على تساؤلات الطفل وفق كل سؤال من دون مغالطته، أو إدخاله في متاهات، حتى ينسى السؤال الذي طرحه، مع الإصرار على إجابته عن الأسئلة التي يطرحها بصراحة، بحيث تكون الإجابة حاملة لمعلومة وردّ مقنعين للطفل، من دون الخوض في التفاصيل الصغيرة التي لا تناسب عمره.