سوق الـ”براكات” مهجور في حلب و يتحول مرتعاً للأوساخ والأعمال المنافية للآداب
مصطفى رستم
ضجّ أهالي حي ثلاثة آلاف شقة الواقع في ضاحية الحمدانية، غرب حلب من توضع سوق لمحلات حديدية متنقلة، والشائع تسميتها (البراكية) بعدما تحول هذا السوق الشعبي المهجور إلى مكان يحوي الحيوانات الشاردة من الكلاب المؤذية والأوساخ إضافة إلى يجري بين ثناياه من أعمال منافية للآداب.
يروي أحد قاطني الحي ويقع منزله بالقرب من السوق كيف تحول هذا السوق إلى مصدر رعب للسكان المقيمين حوله حسب قوله، ولفت النظر إلى ضرورة الإسراع بإيجاد حلّ مناسب حيث تحول هذا السوق المهجور إلى كومة من حديد لا فائدة مرجوة منه ولا يقدم أي خدمات فعلية لأبناء الحي.
إزاء ذلك باتت النساء تتحاشين الولوج إلى المكان بل يقطعن مسافة أطول عوضاً من الدخول إليه لاختصار الطريق تفادياً للتحرش أو مهاجمتهن من الكلاب الشاردة.
طاهر الجاسر من قاطني الحي المذكور يؤكد حقيقة شكاوى الأهالي بتأكيده مشاهدة حوادث كثيرة بأم العين، وأخرى تناهت لمسامعنا عن حالة من الانفلات تحدث، والضحايا في أغلبهم أطفال شوارع ممن يلجؤون إلى هذا المكان المهجور ويضيف: “نتمنى إيجاد حلول سريعة، إما بتفعيل السوق أو إزالة البراكات التي لا تعمل فيه”.
واقع السوق الشعبي بعد ما ظلّ مفعلاً بشكل جيد قبل سنوات، وملبياً حاجة السكان، تعود ملكيته إلى مجلس المدينة، ولأسباب متعددة قد ترك عدد كبير من أصحاب هذه الدكاكين الحديدية أماكنهم للانتقال إلى أعمال أخرى أو العودة إلى محلاتهم التجارية الأساسية، حيث مثّلت هذه البقعة السكنية مكان استقطاب للنازحين بعد الحرب الإ*ر*هابية القاسية التي مرت على المدينة، وأفردت على مدار سنوات شوارعها وبيوتها للنازحين من شرق المدينة.
في المقابل يرى مختار الحمدانية الغربي زياد عبيد في حديثه لـ”تشرين” أن جزءاً كبيراً من السوق لا يعمل بينما عدد قليل منها يعمل ويشكل مصدر رزق لبعض العاملين وأصحاب المهن الحرة.
وأضاف مختار الحي الذي يضم مشروع ثلاثة آلاف شقة وجمعيات الرواد وتشرين وضاحية الأسد: “إنها براكات مهملة المطلوب رفع المهمل منها وترك التي تعمل، وترتيبها بالشكل اللائق”.
ويردف المختار عبيد في سياق حديثه عن توظيف جيد لهذه المحلات الصغيرة بحجمها واستفادة الناس منها بالشكل الأمثل عبر توزيعها بشكل لائق على جانبي الطريق وبذلك يتحول هذا السوق إلى سوق حضاري مع أهمية طرحها للاستثمار من قبل الجهة المعنية بالبلدية لتؤدي الغرض المطلوب منها.
وعلّق كذلك مختار حي الحمدانية الغربي أن هذه البراكات شكّلت على الدوام مصدر رعب للأعمال المنافية للأخلاق، مطالباً بتشغيل الإنارة على طول أوتستراد ثلاثة آلاف شقة، كما أن دوار الرواد من العيادات الشاملة، بحاجة إلى إنارة، حيث إن وجود الإنارة يعطي إحساساً بالأمان.