الحلم “الأوكراني المدمر” للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي
المهندس ميشيل كلاغاصي:
“الحلم الأوكراني” بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي أو إلى “العائلة الأوروبية” , عبارة رددها زيلينسكي وعشرات الساسة الأوروبيين , وأن :”الأوكرانيين مستعدون للموت من أجل المنظور الأوروبي” – حسب رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين – , وتأكيدها أننا:” “نريدهم أن يعيشوا معنا الحلم الأوروبي”.
حلمٌ تم تلخيصه برفض أوكرانيا لواقعها وانتمائها إلى فضاء الاتحاد السوفيتي السابق , وروسيا الاتحادية الحالية , وما يمكن تسميته الفضاء الأوروبي – الشرقي , وتحلم بالانفصال عنه والالتحاق بالفضاء الأوروبي – الغربي , ودول الاتحاد الأوروبي.
حلمٌ تحدث عنه أصحاب المخطط والمصلحة , واختلفوا فيما إذا كان قريب أو بعيد المنال , لكنه برأيهم يستحق عناء المحاولة , وتدمير أوكرانيا , وإدخالها في حربٍ غير متكافئة عسكرياً وإقتصادياً , وتقسيمها , وتهجير أعداد كبيرة من أهلها , واستنزاف مواردها …إلخ , أي حلمٍ انفصالي هذا , الذي يدعم الفرق أو التطابق بين الحلم الأوكراني والحلم الأوروبي , وهل هما حلمان أم حلمٌ واحد ؟ , ماذا عن الحلم الأمريكي ؟.
ومن اللافت أن يتطابق الحلم الأوكراني التنفصالي , والحلم الأوروبي “بتدمير الاقتصاد الروسي” , والحلم الأمريكي – الإسرائيلي “بالانتقام من روسيا والرئيس بوتين” , لدحرجة وإزاحة واشنطن عن عرش قيادة العالم والهيمنة عليه , في عالم القطب الأوحد , ودخول العصر الجديد متعدد الأقطاب , الذي لن تكون فيه أمريكا السيد والاّمر والناهي على سطح الكوكب.
أي عوامل مشتركة , جعلت متطرفي العالم يتوحدون لقتال روسيا , وقادة أوروبا , والاتحاد الأوروبي , وقوات حلف شمال الأطلسي , ويتحدون وراء حزم العقوبات القاسية , وبتزويد أوكرانيا باّلاف أطنان الأسلحة النوعية والمتطورة لمواجهة روسيا ، والصين من ورائها , وبما يشي باحتمالية كبيرة باندلاع الحرب العالمية الثالثة , واستخدام الأسلحة النووية , بما يعد بفناء البشرية , بعدما ثبُت خلال خمسة أشهر أنهم يخونون بلادهم وشعوبهم , وأنهم يُهزمون أمام قوة الدولة الروسية في الدفاع عن أمنها القومي وحقوق وحياة مواطنيها الروس على الأراضي الأوكرانية.
بالعودة إلى التاريخ الذي أراد الرئيس بوتين “إعادة تصحيحه” , من خلال العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا , يتأكد للمتابعين أن قصة الانفصال الأوكراني تعود إلى القرن التاسع عشر , وتحديداً للأحداث التي بدأت منذ بداية عام 1917 , والثورة البلشفية , وما دعي بعدها بـ “الثورة الأوكرانية” التي قادها ومولها وسلحها عتاة التطرف في بولندا والنمسا , واليوم تقوم واشنطن ولندن وتل أبيب وبروكسل وكامل القطيع الأوروبي الغربي بلعب الدور ذاته واستكمال أحداث الماضي من حيث توقفت , لخدمة للمشروع الصهيو – أمريكي , الذي قاد العالم نحو الحربين العالميتين الأولى والثانية , وها هو اليوم بصدد استخدام من تدعوهم واشنطن “بحلفائها وشركائها” لقتال أعدائها نيابةً عنها.