مهارات التواصل والبرمجة اللغوية للأطفال
ثناء عليان
تحت عنوان “مهارات التواصل والبرمجة اللغوية للأطفال”، ألقت الدكتورة سوسن عبد الرحمن حكيم، مديرة مركز حكيم لعلوم التفوق والإبداع والمدربة في علوم التنمية البشرية والتطور الشخصي، محاضرة تفاعلية في ثقافي طرطوس تخللها تطبيقات عملية على الحضور.
وعرّفت حكيم البرمجة اللغوية العصبية بأنها علم التواصل والتنمية الشخصية والابتكار، تساهم في عملية إنتاج ونقل وتبادل وتفهم المعلومات والأفكار والآراء والمشاعر من شخص إلى آخر (أو من مجموعة إلى أخرى) بقصد التأثير فيه (أو فيها) وإحداث الاستجابة المطلوبة.
وبينت أن التواصل مع الذات يكون عبر التنفس والاسترخاء واللغة الإيجابية لأن لكل كلمة ترددها الخاص، فالكلمات القوية ذات الطاقة المرتفعة تزيد المشاعر الطيبة بداخل الإنسان، والكلمات التي نستخدمها في التواصل مع أنفسنا تولد النتائج التي نحصل عليها في حياتنا.
والتواصل مع الآخرين فن، وهو عبارة عن نقل رسالة من شخص (المرسل) إلى شخص آخر (المستقبل) بحيث يتم فهمها بشكل صحيح من قبل المستقبل، ويتوقف فهم الرسالة على الحالة النفسية لمتلقي الرسالة وتوقعاته، ومدى التشابه الفكري بينه وبين المرسل، كما يتأثر المستقبل بالمستوى الاجتماعي والثقافي والتدريبي، لذلك يجب الحرص على إفهام الرسالة التي ترسل حتى تفهم بشكل صحيح، من خلال اختبار الأسلوب والطريقة الأنسب، إذ أن تأثير الكلمات على عملية الاتصال تؤثر 7 % ، بحسب العالم الفرنسي ألبرت مهارابيان من جامعة هارفارد، كما أن نبرة الصوت تؤثر38 %، ولتعابير الوجه ولغة الجسد تأثير 55%.
وعن الاتصال والتواصل مع الطفل بينت أن طفل العصر الحالي هو طفل التكنولوجيا، منذ الأشهر الأولى يتفتح على الموبايل والنت ويستمتع باليوتيوب والصور الملونة المتحركة المرئية والمسموعة المملوءة بالحركة والأكشن، والتي تمر بسرعة تاركة في لاوعي الطفل الكثير مما يدركه وما لا يدركه، وتالياً من يرغب في دخول عالم الطفل عليه أن يواكب التطور التكنولوجي.
وأكدت حكيم أن الطفل عموماً ذكي ومبدع ومن هنا على المجتمع (أهل، مدرسة، ..) أن يدعم هذا الابداع ويحركه ويوجهه، لافتة إلى أن الطفل لا يحب النقد والتوجيه المباشر، لذلك مطلوب توجيه لطيف غير مباشر يعطي التأثير المطلوب،
ولفتت إلى أن التواصل الناجح يقوم على معرفة الآخر بشكل صحيح، لذا كي نتواصل بشكل صحيح مع الطفل (كأهل ومعلمين وأدباء) علينا معرفته أولا بشكل أفضل، لأن الطفل أفضل متعلم، يلتقط كل ما يسمع ويرى ويقرأ، ويعرف أكثر بكثير مما يظهر، ومما يستطيع أن يعبر عنه، لذلك علينا الاستماع للطفل والتعاطف مع مشاعره، عن طريق الايماءات وتعابير الوجه ولغة الجسد، فهو لا يريد أن تحل مشكلته، بل يريد أذناً صاغية أيضاً، وتعاطفاً انسانياً مع مشكلته، وإن كان برأي الكل أنها لا تستحق.
وعن الفرق بين الاتصال والتواصل مع الطفل بينت حكيم أن الاتصال هو ايصال ما نريد الى الطفل بأي طريقة مألوفة، أما التواصل فهو رد فعل الطفل الايجابي على ما تلقاه واستمرار رغبته في التواصل وانعكاس ما يحدث ايجاباً على حياته، إذ أن الطفل بالعموم يدرك العالم عن طريق ثلاثة أنظمة وهي: أولاً النظام البصري حيث أنه يفضل الرسوم والخرائط والخطوط البيانية، ويحب استعمال الألوان والأشكال ووسائل الإيضاح البصرية، وحضور الأفلام الوثائقية والعلمية والبوربوينت، والسمعي والحسي، والسمع، لسمعي (الادراك الناتج عن السمع)
ثانياً النظام السمعي إذ يحب الطفل القراءة بصوت عال والاستماع إلى الجمل والكلمات، ويطرح أسئلة ويناقش ويجادل، كما ويحب حضور المحاضرات والندوات ويشارك في الحوارات وأخيراً النظام الحسي (الادراك الناتج عن الإحساس) حيث يحب الطفل يحب كل ما يثير ويرضي خياله، ويحب العمل بيديه، ولهذا يحتاج للحركة البدنية.