إعادة الإعمار بين الداخل والخارج … السوريون هم البوصلة.. والبداية
تشرين:
في كل مرة تطرح فيها عملية إعادة الإعمار في سورية تتجه معظم الأنظار إلى الخارج، رغم أن السيد الرئيس بشار الأسد يؤكد على الدوام أن إعادة الإعمار عملية بشقين داخلي وخارجي، وإن كان التعويل على الخارج أكبر فهذا لا يلغي الداخل ودوره وأهميته وتأثيره في هذه العملية، وهنا يبرز طبعاً العامل البشري، أي المستثمرين السوريين وأصحاب الشركات والمصانع ومجمل الفعاليات الاقتصادية التي كانت على الدوام إحدى ركائز وروافع الاقتصاد السوري إلى جانب شركات ومصانع ومعامل القطاع العام .. ولا ننسى هنا المستثمرين السوريين المقيمين في الخارج، ضمن عملية استقطاب رؤوس الأموال السورية ليكون لها دورها في إعادة الإعمار.
أما ما يتعلق بالخارج.. فبقدر ما له من دور يُوصف بالأكبر والأهم، إلا أنه دور محكوم بالضغوط والعقوبات والحصار، وبالتالي لا يمكن رَهْنُ عملية إعادة الإعمار بالخارج فقط . والحديث هنا عن الخارج بمعناه الواسع أي كدول وشركات عملاقة ومستثمرين على مستوى دولي/قاري. هناك بعض شركات من هذا الخارج تعمل في سورية « بأساليب فيها التفاف على العقوبات» وهي بلا شك لها دورها وأهميتها ولكنها ليست كافية للقول إن عملية إعادة الإعمار قد بدأت بمعناها الواسع والوازن.. ولا ننسى هنا أن عملية استقطاب الاستثمارات ورؤوس الأموال مرهونة بالبيئة الآمنة وبالظروف الاقتصادية. صحيح أن الدولة السورية بجيشها الباسل حررت معظم الأراضي السورية من دنس الإرهاب والإرهابيين إلا أن المعارك لم تضع أوزارها بعد ولا زال هناك أراض سورية محتلة، وما زال المحتل التركي يهدد ويعتدي على مدن وقرى وبلدات في الشمال، وما زال المحتل الأميركي ينهب ثروات السوريين المعدنية وخيراتهم الزراعية في الشمال الشرقي.
ويضيف الرئيس الأسد: «مع ذلك بدأت عملية إعادة الإعمار ولو بإطار ضيق، البعض منها من خلال المستثمرين والشركات والأشخاص الذين يقومون بإعادة إعمار منشآتهم، وجزء آخر له علاقة بما تقوم به الدولة من إعادة إعمار لشرايين الحياة الاقتصادية الأساسية في بعض المدن الكبرى».
الرئيس الأسد، في كل خطاب ومقابلة ولقاء له، ومنها المقابلة آنفة الذكر مع «روسيا اليوم» يحرص على أن يتحدث بالتفاصيل بدقة ووضوح شديدين، وبما لا يحتمل أي لبس، وبما يضع المواطن السوري في صورة الواقع والوقائع.. المتاح وغير المتاح،..الممكن وغير الممكن. لذلك فإن السوريين يتابعون كل كلمة تصدر عن السيد الرئيس.. ولأن كل كلمة تتمتع بتلك الدقة والوضوح فهي بالنسبة لهم ذات مصداقية مطلقة.. ولأنها كذلك يكون لها التأثير الأهم في مسألة الأمل والتمسك بالصمود بأن الغد لا بد أن يكون أفضل.. فإذا ما ضنَّ الخارج بدوره ومساعداته فإن الداخل قادر بصورة كبيرة على بدء عملية إعادة الإعمار.. وبعدها فإن دخول الخارج بهذه العملية سيكون تحصيل حاصل.
إذاً، فإن التعويل- بداية- هو على الداخل، على السوريين، الذين يدركون جيداً أن الأوضاع صعبة جداً، وأن فاتورة إعادة الإعمار باهظة جداً.. لكن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة.