التمادي في العدوان..

كثّف العدو الصهيوني غاراته العدوانية الصاروخية على سورية خلال الأسابيع والأشهر الماضية، وكان العدوان الأخير الذي استهدف مطار دمشق الدولي وتعطيل مدرجات الهبوط فيه هو الأخطر والأوّل من نوعه على منشأة مدنية حيوية، ما يعني تصعيداً عدوانياً غير مسبوق، يحمل دلالات عدة في مقدمتها سقوط رهان العدو على العصابات الإر*ها*بية التي وقف إلى جانبها منذ البداية، ومدّها بكل أنواع المدد والمساندة، وأن الحرب الإر*ها*بية على سورية التي كان المساهم الأكبر فيها تكاد تنتهي من دون أن تحقق له ما كان ينتظره من أهداف .
الاعتداء على مطار دمشق الدولي خطير جداً، وهو محاولة مجرمة ولئيمة لوقف عودة هذا المرفق المهم إلى العمل والانطلاق بعد تعثر امتد عشر سنوات بسبب الحرب الإر*ها*بية على سورية، وهو أيضاً عمل استباقي عدواني لعرقلة إعادة الإعمار التي بدأت خطواتها الأولى على الرغم من الحصار الجائر والعقوبات الظالمة وقانون “قيصر” الأمريكي الذي سعى و يسعى لخنق الاقتصاد السوري ومعاقبة كل سوري بلقمة عيشه من جراء وقوفه إلى جانب دولته ومؤسساتها في محاربة الإر*ه*اب ورعاته .
الانتقام الإسرائيلي من المنشآت المدنية السورية على هزيمة العصابات الإر*ها*بية التي رعاها العدو الصهيوني، ودعمها، وعلق الآمال العريضة عليها في إسقاط الدولة السورية العقبة الكآداء في وجه المشروع الصهيو-أمريكي للهيمنة على المنطقة بكاملها مرحلةٌ جديدة وفصل آخر من فصول الحرب الكونية على سورية والسوريين، وهذا يؤشر الى تولّي الطرف المعادي الأصيل المتمثّل بالكيان الصهيوني، ومن ورائه الولايات المتحدة الأمريكية، مواصلة الحرب والعدوان بعد أن هُزم وانكسر الطرف الوكيل المتمثل بالعصابات الإر*ها*بية .
ولا نبالغ إذا قلنا: إن أول الخاسرين من فشل المشروع الإر*ها*بي في المنطقة وسورية على نحوٍ خاص هو الطرف الإسرائيلي، وإن أكثر ما يقلقه هو عودة سورية إلى عافيتها وقوتها ونهوضها، ولذلك يعمل بكل ما في وسعه لإعادة عقارب الساعة الى الوراء ومنع سورية من الانطلاق نحو المعافاة اقتصادياً وتنموياً وأمنياً، وإذا كان قادة العدو يظنون أن في مقدورهم الاستمرار بهذه الاعتداءات الوحشية من دون ردود حاسمة فهم واهمون، فسورية وشعبها وجيشها البطل قادرون على وضع حدّ لهذه العربدة الإسرائيلية التي تجاوزت كلّ الخطوط الحمراء، ولم يعد ممكناً السكوت على هذا التطاول والتمادي، وكما هزم الجيشُ العربي السوري على مدى عشر سنوات جيوشَ العصابات الإر*ها*بية الجرارة من أكثر من مئة وثلاثين دولةً قادر على تلقين العدو الإسرائيلي دروساً بالغة، ولن يسمح له بإلغاء إنجازات وانتصارات سورية، وسيكون الرد أقوى مما يتوقعه العدو الإسرائيلي الغاشم .
‏tu.saqr@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار