«تَشرِينُ» الغَرَّاءُ.. وَالحُلَّةُ الجَدِيدَةُ
كل شيء تغيّر.. وثورة التكنولوجيا المتطورة أحدثت تبدلات في الطرق والأساليب الإعلامية والتفاعلية التي يتلقى عبرها الجمهور الأخبار والمعلومات.. مساحة الصحافة الورقية بدأت تضيق بعد أن كانت متربعة على كل الآفاق التي تنعم بها..
جاءت تكنولوجيا المعلومات والصحافة الرقمية ومفرزاتها ووسائلها كالتواصل الاجتماعي , لتقول للصحافة الورقية حان موعد رحيلك, بعد أن أنتجت طوفاناً هائلاً من المعلومات والروابط ، وكانت “كورونا” بمثابة القشّة التي قصمت ظهر البعير , كما يقال، ووضعت حدّاً لتربّعها على عرش دام لسنوات، رغم نكهتها وعبقها الورقي وأرشيفها الفني وتوثيقها لكل اللحظات والأحداث المهمة في سورية.
في عالمنا اليوم, يستحيل على أي كان, أن ينجو من آثار التغيير الكاسح, وينطبق هذا الأمر على العاملين في الصحافة, فبعد أن كانت الصحف الوسيلة الأكثر انتشاراً, جاء عصر “الواي فاي” وغيره من التقنيات الحديثة التي استدعت تغييراً كاملاً للوجهة ، بالأساليب والأدوات..
فالتكنولوجيا أعادت تشكيل كل مظاهر الاتصالات.. وتحت حالة الاضطراب لا بد من إعادة النظر في آليات التعاطي مع إعلام المعرفة وأساليب الاستخدام ووسائل التقديم..
كثيرة هي المنصات الحديثة والمواقع التي أخذت بناصية التطوير والتأقلم مع آخر المستجدات، فالنجاح لمن يحظى بنقاط القوة التي تؤهلها مقدرة عالية على إنتاج المعلومات والمحتويات لتقديمها للقارئ بيسر وبسرعة ووثوقية، من التحليل وإبداء الرأي.
ومن هذا كله يأتي حرص مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر على التركيز في مضامين ومحتويات الرسالة قبل القوالب الفنية – رغم أهميتها- في تقديم صحافة رسمية تليق بسورية البلد العريق، صحافة سيكون همها ليس فقط غربلة “تسونامي” معلومات العالم، بل التركيز على ما يخدم المواطن والوطن، وجمع أكبر معلومات عن الأحداث والأفكار وهموم الناس، وتقديمها في الوقت المناسب..
“تشرين” العريقة التي تركت بصمات رائدة على مدى سنوات عمرها ، تلبس اليوم بعد أن غدت نسخة إلكترونية حلّة جديدة, وستركّز في عملها على ترسيخ صحافة تفاعلية , أكثر شفافية وتواضعاً في مهنتها وأعمالها وتحقيقاتها ومصادرها..
نقولها بكل ثقة.. نجح إعلامنا الوطني في مواجهة الحرب الإعلامية والإرهابية بمهنية عالية ومصداقية تحاكي الواقع، ونقل الوقائع على حقيقتها بمسؤولية وموضوعية.
وها هو اليوم يثبت حضوراً قوياً ويعزز مصداقيته وشفافيته العالية في إظهار الحقائق و مواجهة كل من يضمر العداء لسورية.. هو قادر وسيبقى، أثبت ويثبت بفضل كفاءات كوادره أنه يطور نفسه مع الأحداث ومع آخر مستجدات التكنولوجيا ووسائلها رغم العديد من التحديات..
“تشرين” بحلتها الجديدة.. ستكون رائدة كما كانت، وإلى مزيد من النجاحات.