مراوحة في المكان ..!
التفكير في تطبيق آلية جديدة للدعم من قبل الجهاز الحكومي , يفرض حالة توزيع وفق المفهوم الذي قدمته الجهات المعنية وترشيداً منطقياً واستهدافاً مباشراً للفئات المستحقة في ظل ظروف صعبة نعيشها جميعاً (مواطنين وحكومة) نتيجة تداعيات الحرب , والحصار الاقتصادي الظالم المفروض على بلدنا, ناهيك بما يحصل على الصعيد الدولي وآثاره على اقتصادنا وتوفير مستلزماته ..
وبالتالي كل ذلك فرض على الحكومة التفكير جيداً بإدارة الموارد المتوافرة لديها بما يخدم المصلحة العامة, والتي تنعكس بصورة مباشرة على تحسين مستوى المعيشة, والأهم كيفية إدارة المبالغ الضخمة التي تقدم تحت بند (الدعم) وإنهاء إشكالية من يستحقه وخاصة أنه يستفيد منه الغني قبل الفقير ..!
وبالتالي هذه الإشكالية تحت كل المسميات لم تكن تحقق العدالة في التوزيع , لذا خطوات الحكومة استهدفت حالة ترشيد يمكن من خلالها الوصول إلى الفئات المستحقة وفق معايير أساسية يتم من خلالها تطبيق مبدأ الترشيد والذي سيوفر مئات المليارات كانت تذهب في معظمها لشرائح ميسورة ليست بحاجة لها, وبالتالي خطوة الترشيد التي بدأت بها الحكومة خطوة أولى باتجاه تصويب الدعم وتقديمه للفئات المستحقة, من منطلق عدم إجازة الدعم للفئات الميسورة على حساب الفقير منها ..!
لكن للأسف الشديد حتى هذا التاريخ معظم الخطوات هي في حالة توتر في التطبيق, وإشكالية الأخطاء مازالت قائمة, وامتعاض المواطنين مازال مستمراً ولاسيما فيما يتعلق برغيف الخبز, وتعدد رسائل المقنن وصعوبة الوصول إليها, وغير ذلك من إشكاليات ..!
وفي رأيي موضوع إيصال الدعم لمستحقيه, مسألة في غاية الأهمية في ظل الظروف المعيشية الصعبة من جهة, ونقص الموارد من جهة أخرى , لذلك لابدّ من الأخذ في الحسبان مسألتين مهمتين ينبغي العمل من خلالهما؛ الأولى ترشيد الدعم ضمن قنوات رسمية يمكن الوصول من خلالها إلى ذوي الدخل المحدود وغير القادرين على تأمين مستلزمات معيشتهم, وجلّ هؤلاء من طبقة الموظفين, والفئات الأخرى تسهل معرفتها, من دون الحاجة للدخول في متاهة الأرقام والممتلكات وغيرها التي سببت إشكالية من يستحق أم لا, والتي لم يستطع الفريق الحكومي المعني بها الخروج منها ..!
والأمر الثاني اتخاذ خطوات جدية لتحسين مستوى المعيشة وليس الاختباء خلف المشكلات القائمة وخاصة الأسعار وصعوبة تأمين المواد وغيرها من هذه القصص, وكل ذلك مربوط بتحسن الواقع الإنتاجي بمستوياته المختلفة..!
فهل ننتظر طويلاً هذا التحسن ومردوديته الاقتصادية, أم نبقى ضمن دائرة المراوحة في المكان ..!؟
Isaa.samy68@gmail.gom