كرامات النسوان!
روزنامة أعياد، وفي كل عيد للمرأة حصة وقرص، من عيد مركزي (الأم وعيد المرأة) إلى عيد العمال والعيد الصغير والكبير ورأس السنة والفلانتاين.. احتفالات طوال العام والورود والأغاني والرسائل المعلّبة جاهزة ومليئة بوارد البريد على الموبايل، وإذا كان سكوتنا -نحن معشر النساء- حالة رضا على الاحتفال إلا أن النكد واجب حتى تحصيل المباركات بعيد الشرطة والشجرة بأقرب ميعاد.
وإذا كان الرجل غيراناً أو مكلوماً لقلة اعتناء الروزنامة الاحتفالية به بالذات، فجدران «الفيس» مفتوحة أمامه ينطح فيها أبلغ البوستات ويفضفض ما شاء، لأن فعل المساواة بالأصل ناقص وجاء دور المرأة لتحقيق القصاص، والاستسلام لاحتفال الرجل بتاريخ الميلاد والغناء له سنة حلوة يا «معتّر ومشحّر»، مادامت المالكة والمتربعة على عرش الاحتفال امرأة، فعلى مناسباتك السلام.
ورغم أنني فخورة بالسيدات العاملات المربيات، إلا أنني أشعر بالتعصب للرجال، لكوني أدرى بالشعاب وفوضى الهرمونات، ونقصان العقل إذا ما استحكمت المرأة بشيء ما!
ومخزون ذاكرتها فضفاض يتقمص هموم ومشاكل زنوبيا وجوليا دومنا لأكثر من ألف عام، وإن سنحت الفرصة ستكشر الأنثى عن الأنياب وتستثمر سلطتها أبشع استثمار، وتستذكر كل خصومة وقوامة وثغرات القانون والتقاليد والأعراف، مهما كان طولها أو قصرها، ومهما كان لون الشعر أو العينين، سترتدي أفخم الحلي والثياب وتسرّح شعرها وتضع أحمر الشفاه، وهي تزاول حكمها وترفض وتوافق وتشرعن السلوكيات، وستجمع حولها الموالاة أطفالها وجاراتها وعشيرتها والأخوال.
وبكل لطف ستلفظ كل ما لا تحب خلف الأبواب ويمكن أن تعلق الأوسمة والنياشين على جيب قميص من يدعم سلطتها فقط بالكلام المعسول وتربيت الأكتاف وتسير دورة مكوكية حوله وتثبت خلفه أمام الأضواء ليشار إليها وقت الحديث عن عظمة الرجال.
إنها المرأة الاستثناء التي من صولجان الرجل اعتلت عرش الاحتفاليات، فتنبهوا يا قوم فيمن تختارون من النساء.