حرب اقتصادية
دخلت العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا أسبوعها الثاني وسط تقدم على مختلف محاور القتال وتكبيد قوات الجيش الأوكراني والمتطرفين القوميين خسائر في الأرواح والمعدات بينما تواصل الدول الغربية دعمها التصعيدي لسلطات كييف متجاهلة مخاطر ذلك على الاستقرار العالمي .
ورغم التهويل والتجييش الإعلامي الغربي لأسابيع من واشنطن وحلفائها ضد روسيا فقد اقتصر الدعم الغربي الأطلسي لأوكرانيا بعد بدء العملية العسكرية على المعدات الحربية والمساعدات المالية
والنفاق السياسي من دون الدخول في حرب حقيقية إلى جانب القوات الأوكرانية. وينطلق الأمريكيون في هذا الموقف
من أن أوكرانيا ليست جارة للولايات المتحدة ولا توجد فيها قاعدة عسكرية أمريكية ولا تملك احتياطيات استراتيجية من النفط كما أنها
ليست شريكا تجاريا رئيسيا لواشنطن.
إضافة إلى ما سبق لا توجد معاهدة تحمل التزامات تجبر أمريكا ودول الناتو على القتال الى جانب الأوكرانيين لكون أوكرانيا ليست عضوا في حلف الناتو الذي تقول المادة الخامسة من ميثاقه
إن أي هجوم على دولة عضو فيه هو هجوم على باقي الأعضاء وتلتزم كل الدول الأعضاء بالدفاع عن بعضها البعض.
كل ذلك دفع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى الاعترف بعد بدء العملية الروسية بأن أوكرانيا تركت وحدها وأنه
لم ير أحدا مستعدا للقتال إلى جانب بلاده وهو ما اضطره بعد ان فقد الأمل من كذب الغربيين للرضوخ إلى طاولة المفاوضات مع الروس بعد الرفض بداية.
من المؤكد أن امريكا وحلفاءها يهدفون من وراء تأجيج الأزمة الأوكرانية الى ضرب العلاقات الروسية- الأوروبية
وإعادة إحياء استراتيجية الرعب والخوف الأوروبي من روسيا والأهم تصعيد حزم العقوبات الاقتصادية على روسيا المفروضة أصلا منذ عام 2014 وهو السلاح المعتاد الذي تلجأ إليه واشنطن دائما في الأزمات والحروب والهدف الرئيسي في هذه الحالة هو التاثير على الاقتصاد الروسي المنافس بقوة للاقتصاد الأمريكي ومحاصرة
روسيا والتضييق عليها اقتصاديا وماليا ولإبقائها تحت ضغط العقوبات والحد من صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا. أي إن ما يجري هو حرب اقتصادية بالدرجة الأولى، في حين أكدت موسكو وعلى لسان العديد من مسؤوليها أن عمليتها العسكرية الخاصة تهدف إلى
حماية أمنها القومي الاستراتيجي وصد الأخطار ومحاولات توسع الأطلسي نحو حدودها وأنه لا نية لها باحتلال أراضي أوكرانيا.
وتقديرا لوقوف روسيا إلى جانب الشعب السوري طوال سنوات الحرب الإرهابية الكونية، أكدت سورية دعمها للعملية العسكرية الروسية الخاصة وأنها ستساعد روسيا في مواجهة العقوبات الغربية وذلك انطلاقا من صوابية موقفها خاصة ان الخطر الذي تواجهه
روسيا وسورية واحد .