صالات التدخل الإيجابي في طرطوس بحاجة إلى تدخل إيجابي
أثار القرار الذي صدر مؤخراً عن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك القاضي بفتح باب التقسيط لشراء المواد من صالاتها الموزعة في كل المحافظات ومنها محافظة طرطوس بسقف ٥٠٠ ألف للعاملين في الدولة الكثير من التساؤلات والأخذ والرد.
هذا القرار يقتضي توفير كل المواد الاستهلاكية الأساسية للمستهلك في كل الصالات وبنوعية وجودة عالية وماركات معروفة وموثوقة لدى المستهلك وهذا للأسف غير متوفر، فكل ما هو موجود في الصالات لا يلبي حاجة وطموح المستهلك، فالمتوفر اليوم أنواع ومنتجات لماركات غير معروفة وغير مرغوبة وليست بالجودة المطلوبة.
هذا ما أكده كل من التقيناهم من رواد هذه الصالات.. تقول السيدة وداد حسين وهي من رواد صالات (السورية للتجارة) في طرطوس: منذ أشهر وأكثر لم أجد ما أرغب بشرائه من هذه الصالات وخاصة المنظفات، فهي متوفرة وبكثرة ولكنها أنواع غير مرغوبة وغير معروفة ومع هذا أقدمت على شراء بعض منها وكانت النتيجة سيئة وأسعارها تقارب أسعار السوق بل توازيها بالكثير من المواد. بينما المواطن أبو بشار قال: أنا موظف في شركة كهرباء طرطوس وكجميع موظفي الكهرباء لدينا مخصصات قسيمة شرائية بقيمة ٧٥ ألف ليرة ونحن ملزمون بصرفها بأحد فروع (السورية للتجارة) التي لم نجد فيها المواد الأساسية وهي ما يحتاجه الموظف وتغطي جانباً من حاجاتنا اليومية ولو لمدة شهر، فالسمنة والزيت النباتي والمعلبات غير متوفرة حتى بأسعار تقارب السوق أو مثل أسعار السوق والموجود لا ينافس ما هو متوفر خارج الصالات من حيث النوعية ولا السعر وكل ما استطعت شراءه بالقسيمة مواد غير أساسية وليست ضمن قائمة الأساسيات لدى أسرتي خاصة في ظل الغلاء الفاحش وتلاعب التجار بالأسعار، وعملياً أنا لم أستفد من هذه القسيمة، مطالباً بتوفير كل المواد ذات الجودة العالية في صالات (السورية للتجارة) بأسعار منافسة للسوق.
وتضيف السيدة أم محمد: نتمنى أن تكون صالات (السورية للتجارة) ملاذنا الوحيد في ظل الجشع الكبير للتجار وخاصة بالنسبة للخضر والفواكه التي ارتفعت أسعارها بشكل لا يقبله عقل، فمحافظة طرطوس تعد السلة الغذائية لسورية وخاصة بإنتاجها من الخضر والحمضيات، و(السورية للتجارة) تسوق هذه المواد من المزارعين مباشرة إلا أن هذه المواد تغيب عن الصالات التي لا يتجاوز عددها خمس صالات في مدينة كبيرة مثل طرطوس. وأضافوا: كل نشرات الأسعار التي تصدرها الوزارة غير ملزمة للتجار فمثلاً حين حددت بنشرتها سعر كيلو الأرز الصيني حبة قصيرة بـ٢٢٠٠ ليرة باعه التجار بـ٣٠٠٠ ليرة، فإذا كانت هذه الأسعار حقيقية للمواد التي تحدد سعرها فلماذا لا تزود بها صالاتها وتكسر حلقة الجشع والاحتكار؟
وتساءل كل من التقيناهم كيف يمكن لـ«السورية للتجارة» أن تتدخل بشكل إيجابي في السوق وتنافس التجار والاحتكار في ظل غياب المواد الأساسية وبجودة ونوعية عن صالاتها.
وناشدوا (السورية للتجارة) بأن تعيد حساباتها وتوفر المواد الأساسية بسعر يغطي التكلفة مع ربح بسيط من جهة ويحمي المستهلك من جهة أخرى خاصة أننا على أبواب شهر رمضان المبارك.
مدير فرع (السورية للتجارة) في طرطوس المهندس محمود صقر أكد لـ«تشرين» أن الفرع حالياً بصدد دراسة النقص الحاصل في صالات (السورية للتجارة) من المواد الأساسية وخاصة الحبوب بأنواعها من برغل وأرز وعدس حب و مجروش وسمن وكل المواد الضرورية لشهر رمضان المبارك وليجد الموظف الذي سيقدم على التقسيط بقيمة ٥٠٠ ألف ليرة كل احتياجاته بأسعار مناسبة وجودة عالية وذلك مع بداية الشهر الفضيل. وأضاف صقر: إن الفرع بدأ اليوم بتوزيع البطاطا المصرية على صالات مدينة طرطوس بسعر ٢٠٠٠ ليرة للكيلو ليتبعها لاحقاً تزويد كل الصالات في المحافظة بالبطاطا والخضر بأنواعها.