ورشة (السلامة المرورية) تناقش سبل تعزيز ثقافة الوعي المروري…. مدير إدارة المرور العميد جهاد السعدي ل( تشرين) : هدفنا إيجاد بيئة مرورية آمنة وحضارية
ناقش المجتمعون في ورشة العمل حول السلامة المرورية جملة واسعة من القضايا المرتبطة بإيجاد آلية فعالة لتعزيز ثقافة الوعي المروري المجتمعي عبر زيادة التشاركية بين الفاعلين في هذا الحقل المحوري انطلاقاً من وزارة الداخلية مروراً بوزارات الإعلام والتربية والتعليم العالي والمجتمع الأهلي وصولاً لتحقيق الهدف الأساسي بخلق بيئة مرورية آمنة تحفظ الأرواح وتعكس مستوى الأخلاق والحضارة .
وتعدّ الورشة التفاعلية التي استضافتها وزارة الإعلام جزءاً من فعاليات (عام السلامة المرورية) وهو الشعار الذي أطلقته وزارة الداخلية على العام الجاري وبدأت بتنفيذ سلسلة من حملات التوعية المرورية في المحافظات كلها وفي العشرات من المدارس وبعض الجامعات .
وقدم مدير إدارة المرور العميد جهاد السعدي شرحاً مفصلاً عن أهمية السلامة المرورية وضرورة التوعية باعتبار أن نقص الوعي مصدر أساسي للحوادث المرورية وفقاً لتوثيق مؤتمر موسكو الدولي الذي انعقد عام 2009.
وقال العميد السعدي : إن الإعلام المصدر الأساسي للتوعية عبر كافة صنوفه ( المرئية والمسموعة والمقروءة والإعلام الإلكتروني) ،مبيناً وجود خطة عمل لوزارة الداخلية تعد وزارة الإعلام جزءاً منها بغية بناء جيل متكامل منذ الصغر يتمتع بالوعي المروري الكافي ما يخفض من نسبة الحوادث والوفيات التي تشهد ازدياداً ملحوظاً بسبب الإهمال وغياب الوعي .
وأكد العميد السعدي أن المسؤولية جماعية, والتشاركية ركن أساسي لتحقيق بيئة مرورية حضارية تحت سقف القانون، شارحاً حجم الدمار الذي تعرض له القطاع المروري على امتداد مساحة الوطن خلال الحرب الإرهابية على بلدنا وقال : تعرض مرفق المرور لدمار كبير في الآليات والمعدات وقدم هذا القطاع عشرات الشهداء دون أن يتوقف أفراده عن العمل الموكل لهم حتى في أشد الأوقات خطراً.
وأوضح العميد السعدي انخفاض معدل الضبوط المرورية المنظمة منذ بداية العام الجاري حتى الآن ، مرجعاً السبب إلى ارتفاع منسوب الوعي حول أهمية وأخلاق المرور، بينما أكد أنه خلال العام الفائت تم تنظيم ما يزيد على 848 ألف ضبط في نسبة وصفها بالصادمة حيث تصنف الأكثر ارتفاعاً حتى الآن، ما أعطى ضرورة اتخاذ خطوات أكثر فعالية وديمومة لنشر التوعية المرورية بعيداً عن حالات التوعية المؤقتة التي كانت سائدة سابقاً،مشدداً أن هدف المرور تطبيق القانون وليس عملية جباية.
وقال العميد السعدي: يوجد نواقص في الأرضية الأساسية لهيكلية المرور وغرف التحكم والعمليات بسبب الظروف القاهرة و الإجراءات القسرية أحادية الجانب والغير شرعية المفروضة على بلدنا ،لكن التقيد بقواعد المرور يبدأ من بيوتنا وثم المدارس والجامعات ،مضيفاً : قبل عام 2009 كان المخطط في دمشق لمشاريع كبيرة تخص المرور من غرف عمليات مركزية وشوارع مراقبة بالكاميرات لكن بفعل الحرب على بلدنا تأجل المشروع برمته ، لافتاً إلى تشكيل لجنة إعلامية مرورية تشاركية مع الوزرات المعنية والمجتمع الأهلي .
بدوره أكد معاون وزير الاعلام أحمد ضوا أن ضباط وعناصر المرور جزء أساسي من عملية التوعية فضلاً عن أن التشاركية مع الإعلام في هذه الورشة فرصة مهمة للتعرف على صياغة مواد إعلامية للتوعية بالالتزام بالقانون.
من جهته قدم الأستاذ في كلية الإعلام بجامعة دمشق الدكتور عربي المصري رؤية لأسس التوعية المرورية قائلاً: إن الرسالة الإعلامية الخاصة بالمرور سهلة الاختراق جماهيرياً نتيجة ضخامة الحدث ومحليته ، مضيفًا: إن الرسالة الإعلامية بموضوع المرور تكتسب من نفسها صفات التشويق والجاذبية حيث المرسل والمستقبل والوسيط لهم دور كبير بحملات التوعية .
ووجد الدكتور المصري أن تحقيق التوعية من خلال إقناع الناس تعتمد على مخاطبة الجانبين العاطفي والعقلي مع إمكانية حملها لوجهين من الترغيب والترهيب، و في الوقت ذاته قدمت الزميلة مها الأطرش أمين التحرير في وكالة الأنباء العربية السورية (سانا) عرضاً موجزاً عن الحملات الاعلامية وقوالبها وتأثيرها، مستعرضة ثلاثة أفلام توعية مرورية حصدت أعلى نسب مشاهدة عالمياً وكانت الأكثر تأثيراً .
وقبل نهاية الورشة استعرض ضباط فرع إدارة المرور في دمشق وريفها وحمص وحماة سلسلة من تفاصيل عملهم اليومي وبعض الصعوبات التي تعترضهم .
شارك في الورشة مجموعة من الإعلاميين وممثلين عن وزارتي التربية والتعليم العالي والبحث العلمي و أعضاء من الجمعية السورية للوقاية من حوادث الطرق بوجود كوكبة من ضباط إدارة المرور .