وقعت سورية ولبنان والأردن هذا الأسبوع في العاصمة اللبنانية بيروت عقد تزويد لبنان بالكهرباء الأردنية عبر الشبكة السورية وذلك استكمالاً للاجتماعات المكثفة التي عقدت في العاصمة الأردنية عمان أواخر العام الماضي بهذا الخصوص.
ومنذ انطلاق تلك الاجتماعات دأبت الحكومة السورية على تأهيل البنى التحتية وإصلاح وصيانة الأضرار التي تعرضت لها الشبكة السورية، جراء الأعمال الإرهابية التي حصلت خلال السنوات الماضية وعلى نفقتها، وذلك بهدف السرعة في إنجاز مشروع الربط الكهربائي، وانطلاقاً من حرصها الشديد على مساعدة الأشقاء اللبنانيين لتجاوز المحنة والصعوبات الكبيرة التي يعاني منها بلدهم في موضوع تأمين الطاقة الكهربائية خلال الفترة الأخيرة.
وزير الكهرباء المهندس غسان الزامل بين أن الحكومة السورية كانت تصر على إنجاح هذا الملف بأسرع ما يمكن، وأنه كان هناك إشراف مباشر من رئاسة الحكومة على متابعة تنفيذ الأعمال التي أنجزت في وقت قياسي ومدروس من وزارة الكهرباء ومؤسسة نقل الطاقة.
لا شك أن توقيع الاتفاق بين الدول الثلاث الشقيقة يعد بادرة خير في التعاون العربي والعمل العربي المشترك الذي كانت سورية سباقة له على مدى العقود الماضية وساهمت به بشكل كبير انطلاقاً من ثوابتها ومبادئها القومية، وقد شكرت الحكومة اللبنانية كلاً من سورية والأردن على إنجاز هذا المشروع الحيوي.
مشروع الربط الكهربائي الثلاثي سيعود حسب المعنيين بالنفع على سورية ولو في الحدود الدنيا، حيث سيؤمن الاستقرار للمنظومة الكهربائية السورية لجهة الانتهاء من الحماية الترددية وتوزيع الأحمال على الشبكات الأردنية والسورية واللبنانية إضافة إلى الحصول على عائد كهربائي يقدر ب/8/ بالمئة من الطاقة الكهربائية ما يعادل/18/ ميغا واط ساعي .
ورغم أن تنفيذ الاتفاق على أرض الواقع يحتاج إلى نحو شهرين بعد استكمال التمويلات له، إلا أن السوريين يأملون في أن يسهم هذا التعاون المشترك في تخفيف وطأة أزمة الكهرباء الناجمة عن نقص الفيول وارتفاع تكاليف الإنتاج والتوليد الكهربائي جراء العقوبات والحصار الغربي الظالم المفروض على سورية منذ سنوات، وهو ما أثر على مختلف مجالات حياتهم اليومية، كما يأملون في إنجاز مشروع نقل الغاز المصري إلى لبنان عبر الأراضي السورية قريبا لما سيكون له من فائدة أيضاً على واقعهم.