العبء الثقيل!
نحن نعرف الفاسدين…الفاسدون الكبار من مافيا المال والمخدرات والجريمة لهم طرقهم في إرهاب أصحاب الضمائر من الشرفاء الذين يمتلكون القرارات, أما الفاسدون الصغار فهم أشبه بالخدم المأمورين الذين ينفذون ما يطلب منهم فإذا انتهى دورهم تم رميهم إلى المحرقة كبش فداء فيكون مصيرهم السجن أو التضحية بعائلاتهم ومستقبلهم لإنقاذ الفاسدين .
عندما يكون الهزل هو عين الجد.. ويكون على الكلام رقيب عتيد ويصير الضحك هو رقصة الجريح المتألم يكون الحل هو الهروب والقفز إلى الشاشة الفضية.. طبعاً ليس بقصد الانتحار ! وإنما إلى عالم الكاميرات والأضواء.. حيث عالم السينما، عالمٌ يجعل الخيال ممكناً والممكن المتلعثم طليق اللسان، ومن لا يجرؤ على البوح بالمستور يظهر علناً ليشرح لنا بالصوت والصورة والموسيقا ما كنا نخشى حتى تصوره.. إنها قصة من قصص الكاميرا السادسة التي تغوص في الواقع لتكتشف بحسها المرهف ما لا يقال عن الفساد حيث يطالعنا البطل بعد أن انتحر والده الذي فقد عمله بسبب لؤم مدير المصرف بإصداره قرار الحجز على المشروع وبيعه بالمزاد العلني لسداد القرض المتأخر.. وعلى غير المتوقع يظهر البطل الموهوب والخارق كرمز إنساني فهو يستولي على أموال الأغنياء والفاسدين ويعطيها للفقراء ويقوم مقام القضاء ومحكمة العدل فيصحح الانحرافات على طريقته «البوليوودية .»
ويحاول مخرج الفيلم أن يعرض لنا الأسباب التي دعت البطل الفاسد إلى محاربة الفساد بالفساد، فهو يعرف دروبه ويحفظ أدواته، لكن ذلك لا يمنع الكاميرا السادسة من أن تحقق العدالة وتنتصر على الأشرار إلى درجة تجعل البطل يتحول من سارق ومخادع ومحتال إلى شرطي يتحدى من جديد مافيا الجريمة .
ما تقوله السينما عبر هذه الأفلام التي قد تبدو من الوهلة الأولى من نسج الخيال هي من صميم الواقع لكن شاهد العيان بسبب الخوف مما قد ينتظره على أيدي العصابات يفضّل أن يقول شهادته على طريقة «الأكشن» ومن خلف الشاشات ليوصل رسالة مفادها: نحن نعرف الفاسدين، فيصفق المشاهد طرباً لأنه أخيراً تخلّص من العبء الثقيل الذي يحمله.