البوصلة باتجاه القدود الحلبية
القراصية منين منين اللي سقوها بدمع العين
والقلب ما يهواش اثنين بدّه وحدة حلبية
طعميته طعماني القراصية …..
من ذا الذي استمع الى القدود الحلبية ولم يهتز قلبه طرباً لجمال الكلمات وبساطة اللحن وحسن الأداء..إنها الموسيقا التي تنبع من الأصالة والتراث والصدق وتنطلق بوصلتها نحو العالم لتؤكد أن الفن الجميل يستحق التكريم وأن بلدنا الجميل سورية قدم ولا يزال يفاجىء العالم بكل ما فيه حضارة وإبداعاً وتميزاً .
ويحق لنا أن نفتخر بفنوننا التراثية وأكثر من ذلك أن نتعلمها ونعلّمها لأولادنا في المعاهد الموسيقية ونرددها في أعيادنا وأفراحنا لأنها جزء لا يتجزأ من هويتنا الوطنية .
ويسجل للأمانة السورية للتنمية سعيها لتوثيق ملف القدود الحلبية على القائمة التمثيلية للتراث الإنساني في اليونيسكو حيث تجري التحضيرات للاحتفال يوم إعلان النتيجة في الأسبوع القادم .. هذا الجهد الجميل بتوثيق تراثنا وإبداعنا السوري, حيث تم ربط القدود بمدينة حلب التي طالما احتضنت العديد من الفنون الموسيقية والغناء العربي الأصيل و تم توثيقه بأصوات المطربين الحلبيين الكبار كالفنان صبري المدلل والمطرب صباح فخري والمنشد حسن الحفار بالإضافة إلى أديب الدايخ الذي عشقته قلوب السوريين وأطلقوا عليه ألقاباً كثيرة كـ “راهب العشاق ” و”زرياب ” و”مطرب الملوك “.. و القدود والموشحات الحلبية لم تأتِ من فراغ بل كانت ثمرة روحانية لتطور القصائد الصوفية والغزلية والشعر العربي الأصيل، كما أنها لم تقتصر على الكبار فقد ذخرت المسيرة الفنية بعشرات المطربين والمنشدين وكلٌّ منهم أضاف من قلبه وروحه مشاعر وأحاسيس وإبداعاً وتميزاً للقدود فانتشرت كالطيب والمسك على المستوى السوري والعربي والعالمي، واليوم تضيف سورية لتراثها الإنساني على مستوى العالم كنزاً من الأصالة والغناء المبدع والبقية بعهدة مؤسساتنا الثقافية والفنية ومعاهد الموسيقا للحفاظ على هذا الإرث الغني ودعمه وتوجيه المواهب الشابة للتمكن من تعليمه ولاسيما في وجود وانتشار فن غنائي تجاري وفوضوي يهدم الذوق والأحاسيس, مقابل الصفاء والنقاء والذوق الرفيع الذي لا يفارق فن القدود الحلبية الأصيل .