الخير سيأتي ويدهشك!
تجد نفسك وسط سيلٍ من النظريات المادية والروحانية والإدارية ؟ ألا يحق لنا أن نفكر في نمط خاص يليق بنا وبأعرافنا وتقاليدنا ولاسيما أننا خرجنا من معارك عاتية هدمت الكثير من قناعاتنا التي كانت تضع الأعراف والقيم في المرتبة الأولى، ثم بدأت سلسلة طويلة من الانزياحات المجتمعية بفعل تيارات تارةً من الشرق، وأخرى من الغرب حتى بدأنا نفقد هويتنا، واليوم نريد في البناء الجديد لمجتمعنا أن نضع الأخلاق جنباً الى جنب مع كل خطوة وكل إعمار وكل إدارة و.. دعونا نتأمل ماذا سيحدث؟ هل يمكن أن تكون الإدارة بالقيم والأخلاق حلاً مبتكراً لما نمرُّ به من سقوط ومن هدمٍ فكري ومجتمعي وأخلاقي؟!
لننظر تارةً باتجاه الغرب وأخرى باتجاه الشرق، فنرى أن الغرب في حالة صعود أخلاقي، والشرق في حالة سقوط وتردٍّ حتى أصبحنا بعيدين عن قيم ما يسمى ب “الجاهلية “من كرم وشجاعة وإيثار وحكمة، فكيف بنا بأخلاق الحضارة العربية التي أضاءت فكانت منارة للأمم؟ وكيف بنا اليوم ونحن نحثّ الخطا نحو القرن الثاني والعشرين؟!
تقرّ الشرائع بوحدة الأصل البشري من آدم و حواء، أي إن الناس جميعاً من أسرة واحدة وهم إخوة، وهذا يقتضي محبة أحدهم للآخر في أمور الخير وعدم القبول بظلم الإنسان لأخيه الإنسان من منطلق حقوق الأخوة الإنسانية التي أكدت هذا الحق والأخلاق الفاضلة التي قامت على أساسها المجتمعات الإنسانية.
وما يؤكد التفاؤل بنجاح نشر الإدارة بالأخلاق وإعادة إحيائها في مجتمعنا وفي حياتنا وبين شبابنا أن الأخلاق فطرة في الإنسان، سراً كانت أم علناً، موجودة في بُنية النفس وهي صفات أصيلة بالبشر، ولا خلاف أن تقول وأن تسمع من يحب العدل، ومن يحب الرحمة، ومن يحب الإنصاف، ومن يحب إغاثة الملهوف، إذاً أين المشكلة؟
كما ترى.. الأخلاق سهلة وسلسة بالحديث مادامت لا تقرب لمصلحتك وضميرك، لكن التحدي الحقيقي عندما تكون أنت على المحك، فأن تحب العدل شيء وأن تكون عادلاً شيءٌ آخر، أن تحب العدل هذا فطرةٌ وليس مكتسباً، أما أن تكون عادلاً فهذه صبغة وتربية وإدارة.
ما أتمناه أن يدرك كلَّ شخصٍ أنه قيمة في حدّ ذاته وأنه قادر على أن يدير دفة الحياة بالاتجاه الصحيح ويحدث التغيير الذي يتمناه في حياة آمنة وخالية من الحروب والدسائس والمؤامرات.. نعم كل الذين أحدثوا إنجازات مهمة في الحياة كانوا بشراً عاديين، لكن الإرادة والظروف ساعدتهم على إحداث التغيير , واليوم أنت مدعو لتكون عموداً من نور يضيء الحياة لنفسه وللآخرين من دون أن يشعل النيران في العالم.. إنها الأخلاق أولاً والأخلاق أخيراً هي من ستحدث هذا الفرق .