فرنسا وبريطانيا: إنهاء النزاع أو تدمير قمة المناخ
يئس العلماء والخبراء من الخلاف المحتدم بين فرنسا وبريطانيا حول حقوق الصيد، حيث اعتبر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن قمة المناخ ستكون “لحظة الحقيقة في العالم”.
وحسب صحيفة الـ”غارديان” في أحد مقالاتها أن كبار العلماء وخبراء البيئة دعوا جونسون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى إعلان وقف فوري لإطلاق النار في الخلاف الأنكلو- فرنسي بشأن حقوق الصيد مع تزايد المخاوف من أن جدال بريطانيا مع جيرانها في الاتحاد الأوروبي قد تلقي بظلالها على قمة غلاسكو الحاسمة بشأن تغير المناخ.
وقال رئيس الوزراء البريطاني عشية استضافة المملكة المتحدة 120 من قادة العالم في الاجتماع في غلاسكو أن القمة ستكون “لحظة الحقيقة للعالم” ويمكن أن تمثل بداية نهاية تغير المناخ مضيفاً إن السؤال الذي يطرحه الجميع هو ما إذا كنا نغتنم هذه اللحظة أو ندعها تفلت من أيدينا.
وتابع المقال: مع استمرار العد التنازلي، كان هناك سخط بين المجموعات البيئية والعلماء من طريقة الرد بين الحكومتين البريطانية والفرنسية في جدالهما حول حقوق الصيد، في وقت تهدد فيه بريطانيا أيضاً باستدعاء المادة 16 من بروتوكول أيرلندا الشمالية في خطوة يمكن أن تؤدي إلى حرب تجارية جديدة مع الاتحاد الأوروبي.
وقد هدد وزير بريكست في حكومة جونسون، اللورد ديفيد فروست، السبت الماضي باتخاذ إجراء ضد فرنسا في رد فعل غاضب على تصريحات رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستكس الذي قال في رسالة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين: إن الرأي العام الأوروبي يجب أن يُظهر بوضوح أن ترك الاتحاد الأوروبي يضر أكثر من البقاء فيه.
ونقل المقال قول فروست بأنه من الواضح أن رؤية الأمر أصبحت مقلقة وإشكالية للغاية عند محاولة حل العديد من القضايا الحساسة للغاية، بما في ذلك بروتوكول أيرلندا الشمالية.
إذ إن التهديدات التي وجهتها فرنسا هذا الأسبوع لصناعة صيد الأسماك في بريطانيا وإمدادات الطاقة، والتعاون المستقبلي، تشكل للأسف جزء من نمط التهديد الذي استمر معظم هذا العام.
وأكد المقال: إن مناقشات باريس ولندن المحتدمة عشية قمة المناخ التي يعتبرها الكثيرون أهم تجمع لقادة العالم على الإطلاق قد تسببت في دهشة الأوساط العلمية والبيئية الذين يؤكدون أن بريطانيا وفرنسا بحاجة إلى العمل معاً لمعالجة تغير المناخ بدلاً من الجدال حول قضية “تافهة نسبياً” كما يتعين على البلدين إيجاد طريقة للعمل مع الصين بشأن تغير المناخ.
وأضاف المقال: ستحدد قمة غلاسكو، التي افتتحت يوم الأحد الماضي (وتستمر لأسبوعين) إمكانية الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى أقل من 1.5 درجة مئوية، إذ حذر العلماء من أن الفشل قد يؤدي إلى تسخين عالمي كارثي والذي سيؤدي بدوره إلى ارتفاعات كارثية في مستويات سطح البحر، وموجات حارة متزايدة الشدة، وحالات جفاف مطولة من شأنها أن تترك عشرات الملايين من الناس بلا منازل أو طعام.
وختم المقال بقول للمتحدث باسم حزب العمال البريطاني لشؤون بريكست كير ستارمر لصحيفة “صنداي تلغراف”: إن افتقار جونسون للقيادة في معالجة تغير المناخ قد يلقي بأهداف مؤتمر غلاسكو إلى الخطر.