الموسيقا في بلاد وادي الرافدين
برزت أهمية الموسيقا في بلاد وادي الرافدين بعلوِّ منزلتها عند العائلة والمجتمع البابلي، وفي مجتمع مملكة ماري، وشدّة الإقبال على تعلمها وفق منهج تدريس يضعه مدرّس الموسيقا، وغالباً ما يقوم بعمله هذا في داخل المعابد كمعبد (شمش وأنليل)، وتماماً في صحن المعبد والذي كان يسمى «كيسال» وهو مكان مقدّس كقدسية الموسيقا، ورفعتها في بلاد وادي الرافدين على اعتبارها الأداة المهمة لأداء الفرائض المختلفة، لذلك نجد أن هناك معرفة كافية بـ«الأنغام والسلالم والعزف على مختلف الآلات».
ومن أهم المناسبات التي كانت تقام كجزء من العبادات هو الاحتفال بعيد رأس السنة، حيث الزواج المقدس بين الملك بوصفه »تموز« والكاهنة بوصفها »عشتار«، كذلك الاحتفال ببناء المعابد وتجديدها ودفن الموتى على حسب مكانتهم المجتمعية، وهذه الأمور كانت تحتاج ما يناسبها من الإجلال والاحترام، فكانت الموسيقا باعتبارها من المقدّسات أول هذه الأشياء التي يقيمون بواسطتها أدعيتهم وتراتيلهم التعبدية التي غالباً ما تتلوّن أنغامها وألحانها مع تلوّن الطقوس والتراتيل الدينية، وقد استعملوا الآلات الآتية:
1- الآلات الوترية: وهي القيثارة والكنارة والحنك 2500- 2350ق.م.
2-الآلات الإيقاعية كالطبول والدفوف والأجراس والشخاليل والصنوج والجلاجل.
3- الآلات الهوائية: وهي الناي المفرد والمزدوج والبوق.
وقد لعبت بلاد سومر دوراً مهماً في حضارة وادي الرافدين فظهر فيها الأدباء والشعراء والبلغاء واللغويون والفن الأصيل في الغناء، وانتشرت في أهوار سومر وأور نخبة من المغنين والفنانين والملحنين أضافت على حضارة العالم مسحة متميزة من التراث السومري في وادي الرافدين والممالك المجاورة لها.