تهدد خمسة عشر ألف وحدة استيطانية جديدة أعلن الاحتلال الإسرائيلي مخططاً لإقامتها على أراضي المطار في بلدة قلنديا شمال مدينة القدس المحتلة بتمزيق المدينة والقضاء نهائياً على إمكانية إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس.
مطار القدس الدولي المعروف باسم مطار قلنديا أقيم عام 1920 في منطقة جغرافية تعد شريان الحياة بالنسبة للقدس وامتدادها مع الضفة الغربية ومنذ العام 1967 أغلق الاحتلال المطار بوجه الرحلات الدولية واستخدمه لأغراضه الاستعمارية وفي العام 2000 بدأ تجريف أراضيه بشكل ممنهج تمهيدا لإقامة بؤرة استيطانية جديدة سيقطنها 40 ألف مستوطن وتعد ثاني أكبر مستوطنة مقامة على أراضي الفلسطينيين في القدس.
وتكمن خطورة المستوطنة بأنها تقع وسط مجموعة من القرى الفلسطينية ما يمزق النسيج الاجتماعي والاقتصادي الفلسطيني في بلدات قلنديا ومخيمها وكفر عقب والجديرة والرام وبيت حنينا.
المتخصص بشؤون القدس فخري أبو ذياب أكد لمراسل “سانا” أن مخطط الاحتلال الاستيطاني التهويدي في قلنديا يقوم على مرحلتين الأولى تشمل إقامة 10 آلاف وحدة استيطانية على أراضي المطار الذي تبلغ مساحته 1240 دونماً والثانية تشمل إقامة نحو 5 آلاف وحدة استيطانية في محيط المطار لتستولي سلطات الاحتلال بذلك على 62 بالمئة من مساحة بلدة قلنديا.
وأوضح مدير عام دائرة الخرائط والمساحة في بيت الشرق بالقدس المحتلة خليل التفكجي أن المستوطنة التي ستقام على أراضي قلنديا ستفتت القدس وتعد من أخطر المخططات الاستيطانية منذ عام 1967 لافتاً إلى أن الاحتلال يخطط لربطها بالمستوطنات المقامة في محيط المدينة ليفصل بذلك تماماً بين القرى الفلسطينية الواقعة على طرفي جدار الفصل العنصري ويعزل 150 ألف فلسطيني عن القدس لإحداث خلل ديموغرافي خطير يخدم مخططاته لتهويد المدينة.
وبين منسق اللجان الشعبية لمقاومة الاستيطان جمال جمعة أن الاحتلال وبالتزامن مع إقامة المستوطنة الجديدة في قلنديا بدأ بإقامة شبكة طرق استيطانية ونفق يصل حتى الأغوار لفصل شمال القدس عن جنوبها مشددا على أن الفلسطينيين سيواصلون مقاومة الاحتلال ومواجهة محاولاته لتهجيرهم وتهويد أراضيهم ومطالبا المجتمع الدولي بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وإلزام الاحتلال بوقف عمليات الاستيطان.
وأشار مدير مركز القدس الدولي حسن خاطر إلى أن الاحتلال بدأ منذ مطلع العام الجاري بإقامة نحو 18650 وحدة استيطانية في القدس وباقي الضفة الغربية إضافة الى شق العديد من الطرق الاستيطانية بهدف استكمال الحزام الاستيطاني في محيط القدس وقطع تواصلها الجغرافي مع الضفة وإنهاء أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس.
ولفت خاطر إلى أن الاحتلال إلى جانب ذلك يحاصر أحياء القدس وبلداتها بعشرات البؤر الاستيطانية ويهدد بهدم ثلث منازل الفلسطينيين ويواصل انتهاكاته للمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية في محاولة فاشلة لإنهاء الوجود الفلسطيني في المدينة.
وأكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف أن مخطط قلنديا الاستيطاني انتهاك للقوانين والقرارات الدولية ويندرج ضمن جرائم التهجير والتطهير العرقي التي تستهدف الشعب الفلسطيني داعياً المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته وتسريع آليات محاكمة الاحتلال في المحكمة الجنائية الدولية لوقف جرائمه بحق الفلسطينيين ومحاسبة المسؤولين عنها.