بسبب عدم وجود تنسيق «ذكي».. مسافرون ومتوفون يزاحمون المواطنين على المواد المدعومة!
كثر الحديث من قبل جهات عدة عن التلاعب بتوزيع المواد المدعومة، وببحث صغير نجد أن هناك حلقة مفقودة في التعامل مع البطاقة الذكية، منها العائلات الموجودة خارج البلاد أو المتوفون ممن لديهم بطاقات ذكية، ما شكل باب ربح كبير للعديد من ضعاف النفوس.
ولمن يتساءل كيف يحصل البعض على كمٍّ كبيرٍ من البطاقات الذكية التي شكلت متنفساً للسوق السوداء.. «تشرين» تابعت بعض تفاصيل القصة وهي حالات ليست في ريف دمشق فقط بل في كل المحافظات، فهناك العديد ممن يملكون بطاقات ذكية متوفون كأرامل كبار في العمر أو صبايا لم يتزوجن وحصلن على بطاقات ذكية على دفتر عائلة الأهل، من دون أن ننسى العائلات المسافرة خارج سورية.
فالمتوفون يتم الاحتفاظ ببطاقتهم الذكية لصالح أحد أفراد العائلة، الذي يوفيهم لدى دائرة النفوس فقط، وكذلك الموجودون خارج البلد يستفيد من بطاقتهم من هم الداخل ، ما يطرح سؤالاً عن الربط بين الشؤون المدنية والهجرة والجوازات و(تكامل).
وبالتوجه إلى مديرية الشؤون المدنية في ريف دمشق أكد مديرها أسعد شلهوم أنه لا توجد أي آلية للتواصل مع (تكامل) لإعلامهم بوفاة المستفيد من البطاقة الذكية، متحدثاً عن تجربة سابقة متمثلة بـ«بونات السكر والرز» عند حدوث الوفاة لأحد المستفيدين يأخذ أحد أفراد العائلة بيان وفاة للجهة المعنية لإزالة الاسم من قائمة المستفيدين، وكذلك اليوم الموضوع منوط بصاحب العلاقة إذ يتوجب عليه قصد «تكامل» لإعلامهم بالوفاة، ليتم إلغاء البطاقة.
وعند سؤال المكتب التنفيذي في ريف دمشق المختص بقطاع المحروقات عن عدد البطاقات الذكية الخاصة بالمحروقات في المحافظة لم نحصل على جواب لكون المحافظة لا تعلم الرقم الدقيق لكونه متغيراً باستمرار حسب تعبير عضو المكتب التنفيذي المختص ريدان الشيخ الذي طلب التوجه إلى محروقات الريف التي لديها الإحصاءات بدقة.
من جهته، منصور طه مدير محروقات ريف دمشق بيّن أن هناك 720 ألف بطاقة في المحافظة، منها 600 ألف بطاقة سجلت على مازوت.
وعن التواصل مع مديرية الشؤون المدنية أو الهجرة والجوازات لمعرفة من سيستفيد من الدعم الذي تقدمه البطاقة، لا يوجد تواصل حسب طه إذ يتم تقديم الأوراق المطلوبة للحصول على البطاقة في بادئ الأمر، ولكن ما يحصل من تغيرات بعد ذلك لا تتم متابعتها، من دون أن ننسى أنّ عمر البطاقة الذكية عامان فقط والمتابعة لابدّ أن تكون دورية.
وفي سياق متصل أوضح سائر شيحا مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في محافظة ريف دمشق أن المديرية تقوم بشكل مستمر بمتابعة موضوع تجميع البطاقات الذي يُعد مخالفة غرامتها كبيرة وعقوبتها قاسية، ففي الأشهر الثلاثة الأخيرة نظمت المديرية ضبطاً واحداً بخصوص المحروقات كان تسليم كامل بالمخصصات بموجب البطاقة الذكية، وهي مخالفة عقوبتها قاسية وغراماتها كبيرة يقررها القضاء حسب تعبيره.
إضافة إلى 15 ضبطاً بخصوص الأفران والخبز منها الاتجار بالخبز التمويني عن طريق تجميع البطاقات الذكية، و التلاعب بالبطاقة وعدم تسليم كامل المخصصات كما يحدث عند اقتطاع 3 ربطات خبز وتسليم المواطن ربطتين فقط .