استقالة أو إقالة

تحاصر الأعاصير الطبيعية والسياسية إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الذي يترنح وسط هجوم غير مسبوق من خصومه الجمهوريين الذين يطالبون باستقالته أو إقالته.

مطالب الجمهوريين علت كثيراً إثر قرار الانسحاب العسكري الأميركي من أفغانستان وزادت حدتها بعد مقتل ١٣ جندياً أميركياً في مطار كابول مؤخراً ليتحدثوا عن ما سموه فقدان للثقة بشخص الرئيس بايدن.

أفغانستان أصابت بايدن بالصميم.. الانسحاب الذي بدا مذلاً للقوات الأميركية منها والسيطرة الخاطفة لحركة طالبان على البلاد جعل من بايدن لقمة سهلة أمام خصومه الذين لا يوفرون فرصة للمطالبة بإقالته والتشكيك بقدرته على إدارة البلاد وإصدار القرارات المصيرية المتعلقة بأمن البلاد.

الهجوم الأحدث والأقوى كان من أركان الحزب الجمهوري، حيث قالت رئيسة الحزب الجمهوري رونا ماكدانيل: ما حصل في كابول يُثبت ما كنّا نعرفه أصلاً، جو بايدن غير قادر على أداء دور القائد الأعلى للقوات المسلّحة، والولايات المتحدة والعالم هما أقلّ أماناً بسببه.

بدوره قال كيفن ماكارثي، زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب: أعمال جو بايدن تنم عن ضعف وعدم كفاءة، مضيفاً: حتى يكون القائد الأعلى، يجب أن يحظى بثقة الأميركيين، إلا أن بايدن خسر هذه الثقة.

الانتقادات المكثفة لسياسات بايدن وقراراته والدعوات لإقالته وانصراف جزء من الديمقراطيين عن دعمه يذكر بحقبة دونالد ترامب -الرئيس السابق- حيث كان الديمقراطيون يواجهون ترامب بنفس الطريقة التي يتبعها الجمهوريون ضد بايدن الآن.

التنافر الحزبي الأميركي والذي بلغ ذروته خلال سنوات حكم ترامب يعود ليشتد خلال حكم بايدن وبات عنواناً بارزاً للسياسة الأميركية وكأنها معركة يسعى الطرفان فيها لكسب نقاط أكبر عبر الإطاحة بالآخر بأي وسيلة كانت.

ما يحدث في السياسة الأميركية هو نتيجة قرارات اتخذتها الإدارات السابقة من جمهورية وديمقراطية على حد سواء، وحتى قرار الانسحاب من أفغانستان فقد أيده الجمهوريون بشدة خلال عهد ترامب.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار