جعجعة أمريكية

أعلنت إيران احتفاظها بحق اختيار الرد المناسب على تهديدات الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي قال: “إذا فشلت الدبلوماسية مع طهران، فنحن مستعدون للانتقال إلى خيارات أخرى”.

وأكدت إيران أن هذا التهديد غير قانوني، وزادت بأنه لا تغيير في مواقفها الثابتة إزاء المفاوضات النووية، والقائمة على ضرورة رفع كل أشكال الحظر الأمريكي والتزام جميع الأطراف الأخرى بالاتفاق النووي كأساس لأي اتفاق قادم في فيينا.

ويؤكد مراقبون أن ما جاء على لسان بايدن أمام رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينيت مجرد تصريح للاستهلاك الإعلامي وطمأنة للحليف الإسرائيلي، بينما يرى آخرون أن تهديد بايدن بخطط بديلة للتعامل مع طهران المشهود بدبلوماسيتها ونفسها الطويل، يفتح الباب مجدداً أمام التشكيك بصدق نيات إدارة بايدن فيما يتعلق بإنجاح المفاوضات النووية.

طهران التي تحتفظ بحق الرد المناسب ضمن الخيارات المتاحة، تدرك منذ البداية أن سياسة إدارة بايدن لا تختلف عن إدارة ترامب، وأن مطالب بايدن هي مطالب ترامب نفسها، وإن كانت بأسلوب آخر، خاصة بالنسبة للشروط التي تواصل فرضها على طاولة المفاوضات النووية.

المثير، أنه رغم انتهاك الإدارة الأمريكية للاتفاق النووي وانسحابها منه، يرفع بايدن سقف تصريحاته العدائية ويتحدث عن إيران كأنها هي من خرقت الاتفاق وانسحبت منه وتخلّت عن التزاماتها حياله، في الوقت الذي يعلم فيه الجميع وأولهم واشنطن والدول الأوروبية المتواطئة معها أن إيران لم تتخذ أي إجراء على مدى طويل من انسحاب واشنطن من الاتفاق، وأن ما اتخذته لاحقاً من إجراءات كان يشمل بعض التزاماتها وليس جميعها.

ثبات الموقف الإيراني نابع من تمسك طهران بحقوقها النووية السلمية وامتلاك القدرات للدفاع عن سيادتها، ناهيك عن حقها أيضاً في استعادة حقوقها التي ضمنها الاتفاق النووي الذي تنصلت منه إدارة ترامب، وتصر إدارة بايدن على المسار نفسه، رغم الوعود التي أطلقها بايدن خلال حملته الانتخابية فيما يتعلق بإحياء الاتفاق النووي.

بالنظر إلى تراكم السياسات التصعيدية للإدارات الأمريكية المتعاقبة، يسهل على المتابع استنتاج أن تهديدات بايدن مجرد جعجعة أمريكية جديدة لاستعراض العضلات وطمأنة الحليف الإسرائيلي، كما جرت العادة. ناهيك عن كونها (أي التصريحات) محاولة يائسة جديدة للضغط على طهران لتقديم تنازلات في مفاوضات فيينا، لأن بايدن وإدارته وحلفاءه الأوروبيين يعرفون مدى قوة إيران، وعقم الخيارات العسكرية اتجاهها.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار