دوامة فيينا

بعد ست جولات من المحادثات في فيينا حول إعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني، لا تزال الخلافات بين الأطراف المتفاوضة لم تجد أي صيغة محتملة لاقتراب حسم إعادة إخراج الاتفاق من دوامة الاستنزاف التي دخلها مؤخراً لتحذر طهران الأطراف الأخرى عبر وزارة خارجيتها من أن الوقت ليس في صالح الاتفاق النووي، وأن الانتظار لن يكون أبدياً.

المسار الذي اتخذته إيران من الاتفاق برمته عموماً ومن المفاوضات غير المباشرة بشكل خاص ثابت منذ البداية حيث تتمحور مطالب طهران حول رفع العقوبات الأميركية عن الشعب الإيراني كخطوة أساسية لإلغاء الإجراءات التي اتخذتها طهران لاحقاً كرد فعل على انسحاب واشنطن، كما اعتبرت طهران أن عدم المس بهذه القاعدة الثابتة التي لا تقبل المساومة، يعد أولوية قبل الولوج تالياً في التفاصيل الثانية .

أما النقاط الأخرى التي تصر واشنطن على إقحامها كأركان أساسية في الاتفاق، من حضور إيران في المنطقة وبرنامجها الصاروخي الدفاعي تبدو نقاط خارجة عن نص الاتفاق الأصلي والذي تصر واشنطن على إدراجها بأي طريقة كانت في المفاوضات الأمر الذي ترفضه طهران.

الرسالة التي وجهتها الخارجية الإيرانية عبر المتحدث باسمها سعيد خطيب زادة حملت تأكيداً جديداً أن المماطلة لم تعد مجدية، موجهاً كلامه إلى أطراف الاتفاق الآخرين (واشنطن والدول الأوروبية) مطالبهم بالجدية بالتعامل مع الاتفاق.

وقال زادة: على الأطراف الأخرى أن تعلم أن انتظارنا لن يكون أبدياً، مضيفاً: ينبغي ألا تصبح المفاوضات استنزافية، لقد أكدنا على هذا الأمر منذ البداية، يجب أن تتقدم وفق جدول ومعايير واضحة، لافتاً إلى أنه إذا اتسم حضور الأطراف الأخرى في طاولة المفاوضات بنظرة واقعية، من المؤكد أنها لن تكون استنزافية، ولن نسمح بحدوث هذا الأمر.

ورغم التوقف والتعثر الذي يطغى على مفاوضات فيينا، ورغم المماطلة الجارية إلا أن طهران أبقت الباب مفتوحاً لاستكمال المفاوضات مطالبة إدارة الرئيس جو بايدن بإجراءات واقعية بعيدة عن الكلام فقط.

واشنطن الغارقة في المستنقع الأفغاني والتي تحصي هزائمها بعد انسحابها من هذا البلد لا يبدو أن دفع مفاوضات النووي على سلم أولوياتها حالياً.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار