هل بدأ موسم العزل؟
بات على الرئيس الأمريكي جو بايدن من الآن فصاعداً، مواجهة حملات واقتراحات العزل التي سوف يواصل نواب الكونغرس الجمهوريون تقديمها على خلفية الهروب والهزيمة من أفغانستان.
ويبدو أن “موسم الإزعاج” للرئيس قد بدأ، حيث قدمت نائبة الكونغرس من الحزب الجمهوري، مارجوري تيلور غرين، إلى الكونغرس ثلاثة مشاريع قرار حول عزل بايدن.
لقد سبق لبايدن وحزبه أن مارسا، السياسة نفسها ضد خصمه وسلفه دونالد ترامب وها هي النائبة الجمهورية تريد أن تسقي بايدن من الكأس نفسه.
وكتبت غرين، وهي من أنصار ترامب، على حسابها في “تويتر”: “نيابة عن الأمريكيين قدمت مشاريع لعزل جو بايدن بسبب عدم تنفيذه لواجباته في منصبه، فيما يخص الوضع في أفغانستان”.
ليس هذا فحسب، بل واصل الجمهوريون، وخصوصاً الرئيسين السابقين ترامب وجورج بوش الابن، هجومهم على قرار الانسحاب، واصفين إياه بـ”الكارثة”.
الغريب في الموضوع أن صحيفة “Politico” كتبت حول هذا الموضوع وقالت: إن مؤيدة الرئيس السابق لديها مختلف “نظريات المؤامرة”.
وإذا كان من المبكر الحديث عن نتائج مثل هذه المشاريع، بالوقت الراهن، بالنظر إلى صعوبة قبول النواب الديمقراطيين الذين يشكلون الأغلبية بمجلس النواب طلب غرين، فإن هذا بلا شك لن يمر بشكل عرضي، وسيكون له عواقب، لابد أن تتطور وتكبر لتشكل عقبات كبيرة بوجه بايدن، وقد تمضي الأمور مستقبلاً على شاكلة ما حصل مع ترامب.
بمطلق الأحول طلب العزل ذو دلالة رمزية، لاسيما أن النائبة المذكورة كانت قد تقدمت بالسابق بطلب عزل مماثل ضد بايدن ولم يمض على تولي الأخير منصبه آنذاك سوى يوم واحد، لكنها برأي مراقبين لن تهدأ مع زملائها الجمهوريين في محاولة النيل من بايدن والانتقام لرئيسها الجمهوري السابق..
وكي تكتمل الدائرة حول بايدن فقد أظهر استطلاعٌ للرأي أجرته “رويترز/ إبسوس” تراجع شعبية الرئيس إلى أدنى مستوى لها منذ فوزه في الانتخابات الرئاسية العام الماضي، وذلك إثر سيطرة حركة “طالبان” السريع على العاصمة الأفغانية كابول.
بايدن اليوم في موقع الدفاع عن قراراته ومواجهة الانتقادات، وهذا بحد ذاته لن يدعه ينعم بهدوء، إذاً لابد أنه سوف يواجه العديد من الانتقادات فخصومه الجمهوريون لن يفوتوا الفرصة للهجوم ورد الصاع صاعين.