“افتح يا سمسم أبوابك ..”!

“افتح ياسمسم أبوابك نحن الأطفال” .. كانت تجربة إنتاجية جميلة وناجحة وتضافرت فيها جهود العديد من الدول العربية وتلقت دعماً فنياً ومالياً وتقنياً وتركت بصمة وضاءة في ذاكرة ذلك الجيل من الأطفال الذي عاصرها ..لا أحد ينسى ( كركور ) الذي يحب التهام البسكويت والضفدع ( كامل ) الذي ينطق بالحكمة والمعرفة والمعلومة الدقيقة ومقالب (بدر) و(أنيس) وغير ذلك من الشخصيات المحببة واللطيفة التي شكلت عالم الأطفال لردح من الزمن .
والغريب أن هذه التجربة الناجحة لم تكن حافزاً لمزيد من برامج ومسلسلات وسينما الأطفال مما جعل سينما الأطفال شبه جامدة والأبواب مغلقة أمام تطوير هذه الصناعة الهامة .
وخلال السنوات العشر الماضية والعشر التي سبقتها من السهل ملاحظة أن أغلب القنوات العربية تستورد معظم ما تعرضه من أفلام اللأطفال من دول أوروبية وأمريكية وآسيوية وذلك لاعتبارات اقتصادية حيث تعاني شركات الإنتاج من منافسة شديدة من المنتج الأجنبي المتوفر بسعر رخيص مما جعل تلك القنوات تعتمد على شراء الأفلام لأنها أرخص وأسهل من صناعتها حسب رأيهم ولعل القليل قد انتبهوا أن المستورد من الأفلام لا ينسجم مع التقاليد والأخلاق والعادات العربية مما خلق جيل لا يحترم أو يقدر تراثه وماضيه . أضف الى ذلك أن قلة ما أنتج من أفلام للأطفال كان ينقصه الكادر المدرب مما جعل أغلب تلك الأفلام تبدو كوثائقية تسجيلية وغير جاذبة فجاءت الأفلام عن الأطفال وليست لهم .وأيضاً لا نكاد نسمع عن مكان مخصص لسينما الأطفال في المدارس أو الأندية والمراكز الثقافية وغير ذلك ..!
ومؤخراً نجح المسرح الى حد ما في استقطاب جمهور الأطفال وتم تقديم مسرحيات جميلة شارك الأطفال في تمثيلها وحظيت بقبول من الأطفال وذويهم مما يدفعنا الى التأكيد على المؤسسات الثقافية والتعليمية والتربوية لأهمية الاستثمار في عالم الأطفال وفتح البوابات أمام صناعة سينما الأطفال باعتبارهم العمود الفقري لمستقبل الوطن .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار