بين التفاؤل والأمل.. يختار السوريون الاثنين معاً، قد يكون « الأمل» أكثر بقليل من «التفاؤل» لأن هذا الثاني يحتاج وقائع أو لنقل علامات، إذا جاز لنا التعبير، ويجد السوريون أنها باتت شحيحة في ظل استمرار الإرهاب الاقتصادي (مع العسكري) الذي تديره الولايات المتحدة ومرتزقتها وعملاؤها على الأرض السورية.
.. أما الأمل فهو دائماً أكبر لأنه ينطلق من الإيمان، الإيمان بالوطن والناس، الأهل والمحيط الاجتماعي، وأيضاً التجارب على مستوييها الفردي- الجماعي، والوطني.
ولأن الأمل ينطلق من الإيمان فهو بالتالي ينطلق من الداخل، من ذاتنا، لذلك يأتي دائماً مقترناً بالعمل، ومن هنا يدرك السوريون ما جسده الشعار الذي أطلقه الرئيس بشار الأسد «الأمل بالعمل» كعنوان لخريطة طريق، للمرحلة المقبلة، مرحلة النهوض والبناء الحقيقي لسورية، والعمل يقع على عاتق جميع أبناء الوطن، على مستوى الأفراد وعلى مستوى الدولة بمؤسساتها كافة.. وتاريخياً لطالما كانت ميزة السوريين الأمل والعمل، قولاً وفعلاً، ولأنهم كذلك فهم اصطفوا خلف هذا الشعار في صناديق الاقتراع (في الـ26 من أيار الماضي) ومن هنا بالضبط ينطلق التفاؤل والأمل الذي يشعرون به رغم الظروف المعيشية الأقسى التي يعانونها اليوم مع استمرار العدوان الاقتصادي والعسكري على بلادهم.
هذه الظروف المعيشية الأقسى هي حديث السوريين، نادراً ما تسمع حديثاً آخر، ولكن بالمقابل غالباً ما تسمع هذه الجملة:«متفائلين وعنّا أمل».
يقول غياث زركلي وهو صاحب محل بيع ملابس (في منطقة الميدان): كشباب نحن متفائلون بالمرحلة المقبلة.. لا نتخلى عن الأمل، دائماً هو زادنا لمواجهة المصاعب والظروف المعيشية الصعبة.. الأمل والتفاؤل جسدناه عبر صناديق الاقتراع ليكون السيد الرئيس بشار الأسد قائدنا وليكون شعاره «الأمل بالعمل» منهج عملنا، ولا شك أن جميع السوريين ينتظرون ويتطلعون لخطاب القسم غدا، لأن السيد الرئيس وفي كل خطاب يرسم لنا خريطة طريق، والأهم أنه يرسم في كل مرة مساحات أوسع للأمل والتفاؤل. يضيف زركلي: لذلك نحن متفائلون .. بلدنا بلد خير وعطاء وستبقى.
وتقول ألين سالم صاحبة محل تزيين شعر للسيدات في منطقة القابون: إن مجال الحلاقة وتزيين الشعر هو من أكثر القطاعات التي تضررت في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها السوريون، من قبل كان عملاً مزدهراً وكانت الأسعار تناسب الجميع، ومع ذلك نحن لا زلنا نعمل، ولا نزال نواظب على أن تبقى محلاتنا مفتوحة، محاولين أن نتقاسم غلاء الأسعار قدر استطاعتنا، عبر مراعاتنا لظروف الناس.
وتضيف سالم: ننتظر خطاب القسم غداً، لأن كل ما يقوله السيد الرئيس يعزز التفاؤل والأمل لدينا، كما ننتظر الحكومة الجديدة وعملها الذي نتمنى أن يتركز على الهم المعيشي والتخفيف عن الناس، وهي مهمة ليست بالسهلة في ظل استمرار الحصار الاقتصادي، وفي ظل استمرار الاعتداء على ثروات بلدنا وخيراتها.
أما ثناء العلي التي تعمل في مطبعة (في منطقة الفحامة) فتقول بثقة: طبعاً أنا متفائلة، وهذا التفاؤل ينطلق من الإيمان بسورية والثقة بالسيد الرئيس، وبأن المرحلة المقبلة لا بد أن تكون أفضل، حيث سيكون هناك حكومة جديدة، وإذا ما تمثلت هذه الحكومة شعار الأمل بالعمل فلا بد أن ينعكس ذلك على المواطن ووضعه المعيشي.
بدورها تشرح أم إبراهيم صاحبة محل لبيع الخضار (في منطقة الهامة) مسألة غلاء الأسعار التي تطال الجميع، من يشتري ومن يبيع، وكيف أنهم أحياناً يجدون أنفسهم واقعين بين نارين، بين أن يشترون الخضار والفواكه بأسعار مرتفعة وبين الناس الذين لا يملكون القدرة على الشراء أو شراء القليل فقط مما يحتاجونه، ونحن لا نستطيع مساعدتهم سوى بتخفيض الأسعار قليلاً. نحن نتعاون بتقاسم الغلاء، لنعين بعضنا بعضاً، لكننا وصلنا إلى مرحلة صعبة بما لم يعد ينفع هذا الأمر، ومع ذلك نحن متفائلون، بأنفسنا أولاً طالما نحن ما زلنا نحافظ على التعاون بيننا ومساعدة بعضنا البعض، ومتفائلون بالمرحلة المقبلة، بخطاب القسم وما بعده، وبحكومة جديدة نأمل أن تكون أقرب للمواطن وهمه المعيشي اليومي.
وحول مسألة التمسك بالأمل رغم ما يبدو من انسداد آفاقه، يقول أبو أحمد صاحب محل بيع مواد وأجهزة كهربائية (في منطقة السويقة): هكذا نحن السوريين، لا شيء يهزم الأمل بداخلنا، ولا شيء يهزم إيماننا ببلدنا، وبأننا سننهض من هذه الأزمة أقوى، وتاريخياً نحن معروفون بالقدرة على اجتراح أسباب العيش، وبأننا لا نعدم الوسائل لمتابعة حياتنا والنهوض بها. ويضيف أبو أحمد: لا شك أن هذا التفاؤل مرده لوجود قيادة قريبة من الناس ومن همومهم، وهذه القيادة موجودة ومتمثلة بشخص الرئيس بشار الأسد الذي نجده يعيش بيننا ويعي ظروفنا المعيشية الصعبة ويسعى في سبيل تذليلها، لذلك لا بد أن نكون معه يداً بيد حتى نتخطى وتتخطى بلادنا هذه المحن التي تعصف بها، ونحن قادرون على ذلك.
وفي الإطار نفسه يقول الأخوان أحمد وعلي ديوب صاحبا “كشك ” لبيع الشاي والقهوة (على طريق قدسيا) ويعملان عليها بالتناوب: الأمل بالعمل، هذا ما يجب على كل السوريين القيام به، أياً كان نوع هذا العمل، المهم ألا نجلس «نلعن الظلام رافضين أن نضيء شمعة تنيره».. بالعمل نصمد ونهزم العدو، حتى لو كان هذا العمل يكفينا قوت يومنا فقط وبالحد الأدنى، المهم أن نعمل ونستمر بالعمل. ويضيف أحمد: بالعمل يستمر الأمل بأن الغد سيكون أفضل، ويؤكد أن السوريين بطبيعتهم يحبون العمل ويتمسكون بالأمل لذلك بلادهم بلاد تاريخ وحضارة ونهضة دائمة، ويتابع أحمد: نحن كشعب لدينا رئيس هو الأقرب لهمومنا وأوجاعنا، ونتطلع إليه باستمرار ويدنا بيده لتكون سورية أفضل وأقوى.