«خارج الخدمة»
انتظار جديد يضاف إلى قائمة الانتظارات التي تطول بلا نهاية لكل مواطن، فحتى مشهد الازدحام كل شهر أمام صراف شريطة أن يكون ( شغّالاً) باتت بالنسبة للمواطن (المسكين ) حظّاً من السماء.! لأن الجهد والتعب والصعوبات الحياتية اليومية، جعلتنا ممتلئين من الأوجاع حدّ التخمة، فلم تعد تنقصنا انتظارات جديدة للحصول على (الفتّات) الذي بات هماً إضافياً مزمناً لكل موظف ناهيك بالمتقاعدين وانتظارهم.
إذاً هي معاناة و أشبه برحلة إجبارية تتطلب منك الدوران من منطقة إلى أخرى عسى أن تحظى بصرّاف شغال حتى لو اضطر الأمر الذهاب إلى مركز المدينة، أما واقع المناطق في المحافظات فالمعاناة أشد وطأة وخاصة أنّ عدد الصرافات محدود جداً كما هو واقع مدينتي سلمية ومصياف وغيرهما.
بالتأكيد الجميع متفهم أن لهذه الحالة ظروفها وأسبابها من حيث إن عدداً من الصرافات انتهى عمرها الفني، والبعض الآخر خرج من الخدمة تارة بسبب التخريب و الظروف الراهنة في بعض المناطق، وأخرى ترتبط بعدم توافر القطع التبديلية اللازمة جراء الحصار الأمريكي الجائر، لكن من غير المقنع أن تبحث عن صراف في منطقة استراتيجية مثل البرامكة والصرافات المحاذية لجامعة دمشق ويكون السبب في أغلب الأحيان إما معطلاً أو خارج الخدمة، والأنكى من ذلك تكون أغلبيتها إن لم تكن جميعها على هذه الحالة .. ترى من الصعب تنفيذ المراقبة الدورية أو الصيانة الاستباقية لها.. هنا لا عذر للإدارات على نفاد النقود أو عطل فني (مقدور عليه) ..فهذا الواقع المتكرر جعلنا نحنّ على أيام المحاسب وانتظار الدور فهي على الأقل كانت لحظات وتنتهي المشكلة.