أشار مقال نشره موقع “نيو إيسترن آوت لوك” إلى أن الخطاب الأمريكي المناهض للصين وروسيا أصبح أكثر عدوانية منذ تنصيب بايدن رئيساً للولايات المتحدة، حيث بدأت واشنطن باستخدام “الصورة الإيجابية” لبايدن في حشد دعم أكبر عدد ممكن من الدول ضد موسكو وبكين.
ولفت المقال إلى أن أحدث مظاهر هذه السياسة يتجلى خلال القمة الأخيرة لوزراء خارجية مجموعة السبع التي عُقدت في لندن، حيث التقى الدبلوماسيون الغربيون وتبادلوا الآراء معتبرين الكرملين على أنه “خبيث” وبكين “متنمر” مطالبين بضرورة التصدي لهما.
وقال المقال: تبيع الولايات المتحدة هذا الوهم للأوروبيين من خلال إيهامهم بأن الحفاظ على موقعهم المتفوق في التسلسل الهرمي للنظام السياسي العالمي رهن بقيادة الولايات المتحدة لهذا النظام، وإن مصالحهم ستعاني إذا نجحت الصين وروسيا بإعادة تشكيل هذا النظام بما يحقق مصلحتهما الخاصة.
وبناءً على ذلك، فإن معظم القادة الغربيين أيدوا بالفعل الخطاب السياسي الدولي لبايدن، حيث زعم وزراء خارجية مجموعة السبع، في بيانهم المشترك أن روسيا تحاول “تقويض الديمقراطيات” وتهديد أوكرانيا بينما اتهموا الصين “بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان” إلى جانب استخدام نفوذها الاقتصادي لتطويع الآخرين.
وأكد المقال أن الضجيج الغربي حول القضايا الخلافية، بما فيها أوكرانيا وشينجيانغ، مرتبط بتوجهات جيوسياسية عميقة، إذ لا تزال شينجيانغ تتصدر عناوين الصحف في الغرب ليس فقط بالارتكاز على ما يسمى بـ”الإبادة الجماعية” ولكن بسبب حقيقة أن شينجيانغ هي مركز رئيسي لمبادرة الحزام والطريق الصينية، فلو كانت الولايات المتحدة ومجموعة السبع مهتمين حقاً بالمعاناة الإنسانية، لكانتا اتخذتا نهجاً مختلفاً تجاه اليمن الذي يعاني من أسوأ الأزمات الإنسانية التي شهدها العالم جراء العدوان السعودي المدعوم من الولايات المتحدة.
وبين المقال أن الغرب، باستخدام بعض نقاط الدعاية الرئيسية كـ”الإبادة الجماعية” و”القيود”، يتمكن من إثارة الجدل حول شينجيانغ بشكل خاص، ومبادرة الحزام والطريق بشكل عام، ومن المنظور الغربي، فإن “فشل” مبادرة الحزام والطريق الصينية نتيجة لهذه الحملة، يضمن التفوق الغربي في “التسلسل الهرمي” للدول التي تحدد النظام السياسي العالمي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وتابع المقال: وفيما يتعلق بأوكرانيا، فإنها تظل نقطة رئيسية لتوسع “ناتو” في أوروبا الشرقية وفي آسيا الوسطى في وقت ما في المستقبل، وباعتبار أن أوكرانيا برزت على مدار السنوات السبع الماضية كحدود شرقية للعالم الغربي، وذلك وفقاً لمؤسسة “أتلانتك كاونسل” الفكرية، فقد بدأت الولايات المتحدة بالفعل في إغراقها بأسلحتها ومعداتها الدفاعية الأخرى، هذا فضلاً عن الخطوات التي يقوم بها “ناتو” لصب الزيت على النار والتي تجلت خلال اجتماع لجنة “ناتو- أوكرانيا” في بروكسل الشهر الماضي.