جاء في مقال نشره موقع ” نيو إيسترن آوت لوك” أن العلاقة بين الولايات المتحدة وروسيا كانت ولا تزال موضوع نقاش بين خبراء الشرق الأوسط وفي وسائل الإعلام في ضوء الإجراءات الأخيرة لواشنطن.
فقد كان من المتوقع بعد المحادثة الهاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي جو بايدن، أن تنحسر التوترات، لكن هذه الآمال تبددت وتصاعدت التوترات بدلاً من ذلك بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على روسيا.
وأكد المقال أن وسائل الإعلام في الشرق الأوسط تتابع آخر التحركات التي اتخذها الرئيس الأمريكي عن كثب، لاسيما حين وصف الأخير الرئيس فلاديمير بوتين بأنه قاتل، ثم أعرب عن رغبته في بناء “علاقة مستقرة ويمكن التنبؤ بها مع روسيا”.
ويشير المقال إلى أن استخدام هكذا تكتيك مماثل من توجيه اللكمات المؤلمة يحدث فقط في حلبة الملاكمة. واستخدام هكذا أسلوب تحريضي من فريق جو بايدن تجاه موسكو بدلاً من الدخول في مواجهة مباشرة معها يعزى إلى سببين:
السبب الأول, هو أن القيادة الأمريكية تحتاج إلى التستر بطريقة ما على فشلها وهزيمتها التي انعكست في قرار الانسحاب من أفغانستان وكذلك إسكات بعض الأصوات الرسمية داخل الولايات المتحدة المعارضة للانسحاب.
أما السبب الثاني فهو أن فريق جو بايدن يرغب بتصوير الولايات المتحدة كقوة عسكرية مؤثرة على المسرح العالمي من خلال إقناع روسيا بالضغط على إيران فيما يخص الاتفاق النووي، ما قد يخفف من “مخاوف إسرائيل” بشأن الاستقرار الإقليمي.
ونقل المقال عن قناة “الميادين” التي تبث من لبنان قولها: إن المناورات الأخيرة التي قامت بها إدارة بايدن مجنونة، وكجزء من سياستها الخارجية، كانت القيادة الأمريكية الجديدة تفرض عقوبات عشوائية ضد المسؤولين والمؤسسات في دولتين قويتين، روسيا والصين. وقد تضمنت محاولات بايدن الدبلوماسية تصريحات استفزازية بشكل غير عادي, الأمر الذي أدى إلى تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والاتحاد الروسي وكذلك جمهورية الصين الشعبية منذ أن أصبح جو بايدن رئيساً.
ونقل المقال عن أحد الصحفيين العرب قوله: إن أي محاولات استفزازية من جانب إدارة بايدن لممارسة نفوذها في المناطق ذات الأهمية الخاصة للكرملين، مثل أوكرانيا وبيلاروسيا والقوقاز، ومواصلة مهاجمة كل من روسيا والصين في نفس الوقت هي أخطاء فادحة. إذ إن مثل هذه التحركات ستشجع موسكو وبكين على تعزيز علاقتهما والتعاون معاً بشكل أكبر، ما يشكل تحدياً إستراتيجياً بعيداً عن كونه ضئيلاً بالنسبة لواشنطن. ومثل هذه التطورات يمكن أن تدفع المجتمع العالمي إلى نظام عالمي متعدد الأقطاب.
وختم المقال مؤكداً أن خبراء الشرق الأوسط يتابعون تطور السياسة الخارجية لجو بايدن من أجل فهم العواقب التي ستترتب على منطقتهم أولاً ولمعرفة إذا ما كانت الإدارة الأميركية الحالية مماثلة لإدارة أوباما وما مدى اختلافها عن إستراتيجية السياسة الخارجية لدونالد ترامب؟