إلى متى ستبقى أوروبا غارقة في أمريكا؟

أشار مقال نشره موقع “غلوبال ريسيرش” إلى أن إدارة بايدن- هاريس، تواصل إطلاق الاتهامات المتعلقة بتدخل روسيا المزعوم بانتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2016 فيما يعرف أمريكياً باسم “روسيا جيت” والتي لا أساس لها من الصحة، وينطبق الأمر نفسه على التورط الروسي المزعوم في انفجار مستودع ذخيرة تشيكي في عام 2014 والذي تم ربطه بعميلين روسيين يزعم أنهما متورطان بمحاولة قتل سكريبال في سالزبوري البريطانية، وهي خدع جديدة تم الترويج لها بعد أن أعلنت إدارة بايدن فرض عقوبات على روسيا بتهمة التدخل في انتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020.

وذكر المقال نقلاً عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن روسيا مستعدة وسترد بسرعة إذا كانت إدارة بايدن أو أتباعها الأوروبيون الانقياديون سيعاقبون روسيا، ولفت المقال إلى أنه من الواضح أن الاتحاد الأوروبي يعتقد أنه يمكنه أن يعاقب أو يوبخ دولة ذات سيادة مثلما كان يفعل سابقاً مع المستعمرات التابعة له، ما يؤكد أن الاتحاد الأوروبي يفتقر إلى احترام الذات والوعي بسبب وضعه التابع للولايات المتحدة وافتقاره إلى الشرعية الديمقراطية.

كما لفت المقال إلى أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين كان تعرض للتجاهل عند اجتماعه مع وفد صيني في أنكوراج/ ألاسكا في آذار الماضي، عندما كان بلينكين يحاضر في قضايا مختلفة لاسيما معاملة الأقلية الأيغورية في هونغ كونغ، ويبدو كما لو أن الوفد الصيني قد انتظر فرصة لتلقين الوفد الأمريكي المتغطرس درساً في السلوك الدبلوماسي والتاريخ، إذ يجب قبل أن تلقي الولايات المتحدة محاضرة على دول أخرى ذات سيادة حول “الديمقراطية أو حقوق الإنسان” يجب أن تنظر في المرآة، وترى انعكاس صورتها الفوضوية فيها.

وبين المقال أن الغرض من زيارة بلينكين الثانية إلى أوروبا هو تقديم الدعم للسياسة الأمريكية التي تقوم على “الرهاب من روسيا”، مؤكداً أن وزير الخارجية الأمريكي، في زيارته الأولى إلى بروكسل، ضغط على الاتحاد الأوروبي لعدم شراء اللقاح الروسي “سبوتنيك في”، وتاليا ً ليس من المستغرب أن تتأخر وكالة الأدوية الأوروبية في الموافقة على “سبوتنيك في”، ومن جهة ثانية فقد تعرضت البرازيل أيضاً لضغوط لعدم أخذ اللقاح، على الرغم من أن 64 دولة في العالم تستخدمه، وأنه أثبت فعالية ضد فيروس كورونا بنسبة تخطت 97%، ومعدل الوفيات يكاد يكون معدوماً.

وتساءل المقال: إلى متى تريد الدول الأوروبية أن تبقى في وضع التبعية للولايات المتحدة؟ مجيباً بالقول: يجب أن ينفصل الاتحاد الأوروبي عن الولايات المتحدة وإلا فإن الأخيرة ستقودهم إلى حرب جديدة، ساحتها أوكرانيا.

وأكد المقال أن ألمانيا على وجه الخصوص تجلس في المقعد الساخن بسبب “نورد ستريم 2″، حيث أعلن بلينكين أنه “سيقنع” وزير الخارجية الألماني بالتراجع عن المشروع، علماً أن هناك طابوراً خامساً كبيراً في ألمانيا يدعو إلى وقف مشروع خط الأنابيب، بمن فيهم أنالينا بيربوك من حزب الخضر.

وأوضح المقال أن “ناتو”، بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، تحول إلى أداة أمريكية للاعتداء على الدول الأخرى، بما فيها أفغانستان والعراق وليبيا وسورية واليمن، والآن ستواجه الولايات المتحدة روسيا والصين بالاعتماد على البلطجة ومحاولات فرض الاستسلام بدلاً من العودة إلى الدبلوماسية الكلاسيكية ما يثبت أن الولايات المتحدة هي أكبر منتهك للقانون الدولي.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار